سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات مُتلخبطة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات مُتلخبطة. إظهار كافة الرسائل

3/05/2015

الطفل العشريني

كان الطفل ذي الستة أشهر جالسا على الأرض.

لا يزال يحاول توسيع دائرة إدراكه وفهم هذا العالم الغريب.

يبدو أنه لا يزال غير مقتنع بمفهوم الجاذبية فمحاولته القفز من حافة السرير هوايته المفضّلة.

لا نستطيع لومه فهو لم يتمّ بضعة أشهر في هذه البقعة المحدودة من هذا الكون الفسيح.

لو اختارت أمه لتلده على كوكب آخر حيث تسارع الجاذبية أقل مما اعتدنا عليه لما كان قراره بالقفز من حافّة السرير مميتا بالضرورة.

يقوم بجمع المعلومات وفرزها وتحليلها باستمرار.

رفعه أحد الكِبار في مُحيطه وقام برميه في الهواء.

ضحك الطفل وتفاجئ بضعة مرات عندما ارتفع, ثم توقف, ثم نزل للأرض مرة أخرى وأمسك به هذا الكبير.

قام الكبير بفعل ذلك بضعة مرات وضحك الطفل كل مرة.

وضعه الكبير على الأرض.

ابتسم الطفل وهو ينظر للكبير الذي وصفه بالـ "كويّس" في قرارة عقله.

قام الكبير بأداء تلك الحيلة الجيّدة عندما يختفي فجأة ثم يعاود الظهور مرة أخرى.

في الحقيقة كان فقط يُخفي وجهه بكلتا يديه ثم يُظهره مرة أخرى مزيحا يديه.

ضحك الطفل متعجبا من قدرة الكبير على التحكم بوجوديته بمجرد استخدام يديه.

قام الطفل بتقليد الكبير محاولا اختراق الزمان والمكان عابثا بوجوديته.

ابتهج الكبير إثر ذلك.

شعر الكبير بالضجر فقام ومشى مبتعدا عن الطفل.

اختفت ملامح البهجة من وجه الطفل واستبدلتها ملامح القلق.

ازدادت ملامح القلق حدّة مع ابتعاد الكبير فقد مرّ بهذه التجربة عدّة مرات من قبل.

يخشى الطفل أن يختفي الكبير من الوجود مع ابتعاده.

تحول قلقه لبكاء.

ارتفع صوت بكاء الطفل أكثر وأكثر.

غدا بكاؤه لا يُطاق.


*****


توقف الطفل بسيّارته عند الإشارة الحمراء بعد قُرابة عشرين عاما على ولادته.

ارتشف قهوته ثمّ أعاد كوب القهوة الورقي لمكانه في حامل الأكواب.

لا يحتاج لأن يقلق من أن ترتفع قهوته عفويا فالجاذبية ستبقيه في مكانه.

لديه عشرين عاما من الخبرة في هذا الصدد.

يبدو أنّ دائرة إدراكه توسعت وأصبحت الجاذبية "لعبته" على حدّ وصفه لو كنتَ لتسأله.

اخضرّت الإشارة فتابع مسيرته حتى أوقف سيارته خارج بيته.

فَرَغ من قهوته عندما وصل وأراد التخلص منها.

يحتاج فقط لأن يُلغي وجودية الكوب.

قام بفتح زجاجة السيارة ورمي الكوب.

حُلّت جميع مشاكله.

تعلّم هذه الحيلة مِن إحدى الكبار في مُحيطه عندما كان صغيرا.

أطفأ السيّارة وفتح الباب مغادرا إياها.

دعس الكوب بقدمه. اتسعت عيناه متفاجئا بأن الكوب لا يزال موجودا!

حكّ رأسه مستغربا فقد ظن أنه قد تخلّص من الكوب للأبد!

لم يستطع فهم الموضوع فقام بركل الكوب دافعا إياه تحت سيارته.

لم يعد يرى الكوب, لم يعد الكوب موجودا.

ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة مُعجبا بقدرته على ابتكار حلول عملية لمشاكله اليومية.

ابتعد متجها لبيته.

ظهرت قطة من تحت السيارة تتحسسُ رأسها وتمسكُ بكوب القهوة الذي لا يزالُ موجودا!

انهالت عليه القطة بسيل من الشتائم واللعنات الغير مناسبة للطباعة.

وضعت القطة حَجَرَةً ثقيلة في الكأس.

لحقته القطّة واستوقفته قائلة بحنق وغضب: "مياااااوو"

رمت القطّة الكأس في وجهه بقوة فانكسر أنفه وهوى على الأرض فاقدا الوعي.

استيقظت القطّة من حلم اليقظة الذي كانت تعيشه.

سلّمت القطّة أمرها لله فأخذت الكوب ووضعته في حاوية النفايات.

ولم ينتبه البشري الحيوان أنّ الحيوان القطّة أكثر ذكاءا وتحضرا من حضرته.

8/07/2014

حشرة شرودنقر

كُنتُ جالسا في شقتي على كنبتي لا أفعل شيئا عدا الانغماس في أفكاري العميقة.
 
تزحلقت سعبولة على خدّي فعيشي في عالم افتراضي بديل يستهلكُ مُعظم تركيزي وانتباهي ويتركني أقومَ بأعمال ساذجة على أرض الواقع.
 
حسنا, أنا ساذج, أو فاهي, كما تُفضّل أن تدعوني. هل أستطيع استكمال سرد قصتي الآن؟
 
أين كنت؟ نعم, تنبهتُ لسيولة السعبولة على خدّي فنهضتُ لكي أأخذ منديلا أمسح به سعبولتي المنسكبة.
 
مشيت لأقرب صندوق مناديل على طاولة الطعام وأخذت منديلا وقمتُ بمسح السعبولة.
 
يبدو أن منديلا واحدا لم يكن يكفي فأكثر السعبولة لا تزالُ سائلة على خدي.
 
تبّا لفهاوتي!
 
أخذتُ مناديل أخرى ومسحتُ بقيّة السعبولة حتى غدا خدي جافّا كصحراء في أواخر جولاي.
 
عندما انتهيت من مسح السعبولة تنبهتُ لشيء لم أكن أتوقعه.
 
على الطاولة بجانب كرتون المناديل كانت هناك حشرة عملاقة لم ترَ عينيّا مثلها قط. حجمها يوازي حجم صرصور يتناول المنشطات.

لو كانت هُناكَ جائزة كمال أجسام للحشرات لفازت بها هذه الحشرة حتما.
 
كانت الحشرةُ جالسةً لا تفعل شيئا ولا تتحرك. ربما كانت نائمة. أو لعلها كانت "منغمسة" في أفكارها العميقة.
 
تطلعتُ إليها لبضعة ثوانٍ مستخدما عدسة مُكبرة متفحصا إياها بفضول معرفي.

حسنا, كنت أأمل أن تُسعبل وتكون بيننا بعض الاهتمامات المُشتركة.
 
مرت بضعة دقائق. لم تُسعبل. خابت آمالي.

يجدر بي التخلص منها ففكرة أن تتقبل الحشرة مقترح تقسيم إيجار الشقة بيننا مُستبعدة.
 
فكرتُ قليلا باستراتيجية للتخلص من الحشرة ثم أخذت بضعة مناديل ووضعتها في يدي وحاولت إمساك الحشرة بالمناديل تمهيدا لسحب السيفون عليها, حرفيا.

رمي الحشرة في الزبالة يُعتبر مثل إعطاء شقة نيويوركية فاخرة لمشرد ينام أسفل عمارة الشقة إياها ورضى الحشرة وراحتها ليسا غايتي هنا.

طردها أو ركلها خارج الشقة مُخالف للذوق العام إذ ربما عزمت نفسها على شقق أحد الجيران.

نعم, خيارُ سحبُ السيفون عليها يبدو الأنسب.

وضعت يديّ معا كحارس كرة قدم يُريد صد كرة بمنديل كي لا تتسخ يده وحاولتُ الإمساك بالحشرة.

لو كانت أختي هُنا لتحولت القصة لفلم رعب يُعرض ليلة الهولوين في سينما قديمة كئيبة لا يترددها أحد.

تحركت الحشرة فور اقترابي منها قافزة بطريقة بهلوانية مسافة متر في الاتجاه البعيد عني.

انخرشتُ إثر حركة الحشرة المُفاجئة متفهما -بعينين متسعتين- أن المهمة لن تكون بالسهولة التي ظننتها.

لحقتُ الحشرة مُحاولا الإمساك بها مُجددا ولكن مُحاولتي الثانية بائت بالفشل. وكذلك الثالثة, والرابعة, والخامسة.

أصبحتُ أقفز حول الغرفة ملاحقا الحشرة وكأنما كانت مدينة لي بمال في فلم مافيا من السبعينات الميلادية.

لم أعد أريد الإمساك بها وحسب, كانت الحشرة مطلوبةً حيّة أو ميتة في هذه اللحظات.

غالبا ما كانت الحشرة تتسائل عن السبب الذي يدفعني للإمساك بها. أتفهم موقفها.

وجوديتها في حدّ ذاتها كانت سببي, أضف على ذلك عنادها الغير مُبرر -من وجهة نظري- بالنسبة لموضوع إرادتي قتلها والتخلص من جثتها بطريقة غير مُشرّفة.

استطعتُ الإمساك بها أخيرا بعدما رميتُ جسدي على الأرض في حركة تُضاهي لاعبة كرة طائرة الشواطى في مُناسبة أولمبية عالمية.

أمسكت بالمنديل بقوة لكي لا تفرّ الحشرة المتطفلة على مساحتي الشخصية.

أصطحبتها للحمام حيث مُثواها الأخير.

رميتها في كرسي الحمّام. ارتعش جسدها إثر برودة الماء المُفاجئة.

سحبت السيفون عليها بسرعة. دارت بها دوامة الماء المسحوب واختفت كأن لم تكن.

تنفستُ الصعداء. أغلقت باب الحمام خلفي واستأنفت نشاطاتي السعبولية.

*****

أغلق ساعساعينو باب الحمّام خلفه بعدما سحب السيفون على الحشرة.

مرت قُرابة الدقيقة.

صدرت فقاعة من أسفل الماء الموجود في الكرسي.

بعد قرابة الخمسة ثوانٍ, تبعتها الحشرة تغوص ببطء في الماء متجهة لسطحه.

وصلت الحشرة للسطح ثم للشط وسحبت جسدها بيديها أو جناحيها أو أيّا كانت تلكم الأشياء.

كانت الحشرة تلهث متنفسة بسرعة.

ضاقت أعين الحشرة وانعقدت حواجبها العديدة ملوحة بقبضتها مُريدة الانتقام.

ابتعدت الكاميرا عن الحشرة على ساوندتراك درامي جامد.

*****

تنبهتُ لنفسي فجأة وأنا جالس على كنبتي مستيقظا من حلم اليقظة الذي تخيلت فيه أن الحشرة التي سحبت عليها السيفون للتو قد وجدت طريقة للرجوع إلى فضاء شقتي وهي تلوّح بقبضتها مريدة الانتقام على ساوندتراك درامي جامد.

قمت متجها للحمام, فتحتُ الباب, تفحصت الكرسي, لا يوجد شيء.

ضحكتُ إثر خيالي الواسع ومقالقي الغير مُبررة.

خرجتُ من الحمّام وأغلقتُ الباب خلفي.

*****

*قبل عشرة دقائق*

يمسح ساعساعينو سعبولته بمنديل أخذه من صندوق المناديل الذي يعلو طاولة الطعام.

يتأمل المساحة أعلى الطاولة بجانب الصندوق.

يتفحص المساحة بعدسة مكبرة.

يمسك عدة مناديل ويلاحق خياله حول الشقة لبضعة دقائق في مشهد ملحوس.

يتجه للحمام ويسحب السيفون على لا شيء.

يتنفس الصعداء.

يُغلق باب الحمام خلفه ويعود ليجلس على الكنبة والكاميرا تقترب من وجهه الذي يتأمل الكاميرا وتعلوه ملامح البراءة والجنون على ساوندتراك درامي جامد.

7/07/2014

وجوه بلا رؤوس: أسئلة وجودية

التالي هو أولى مُحاولاتي في الآنيميشن. قمت بتنفيذ العمل كاملا على الآيپاد من الكتابة للرفع بما في ذلك التسجيل والمكس والرسم والتحريك والمونتاج. لايك وشير اذا أعجبكم


6/28/2014

الصندقة والموز

4:45 م
*أتوقف عند نقطة تفتيش في الخط*
*يتفحص الشرطي أوراقي الرسمية، كلّش تمام*
الشرطي قافطا: مظلل اللي قدام؟
أنا متفحصا القزازة: اممم ايه هههه
الشرطي بنبرة حازمة مستقعدة: لبّق وفكها
أنا بابتسامة عريضة فاهية: طيّب ابشر
*ألبق*
*بعد خمس دقايق*
الشرطي مستغربا: ما فكيتها؟! اخلص علينا
أنا منبلفا: ما عرفت والله هههههه
*يتفحص الشرطي القزازة*
*بعد دقيقتين*
الشرطي بلكنة استنتاجية: شكل ما في تظليلة يبو
أنا موافقا: هههههههه إيه والله، الله يرجني شكل ما فيه لول
الشرطي شاكّا في وضعي: وشو ما تعرف انت مظلل سيارتك ولّا لا؟
أنا: هههههه لا والله، جلّ من لا يسهو
الشرطي بعد نظرة تفحصية يحاول من خلالها استكشاف دواخلي: افتح الشنطة
*أفتح الشنطة*
*يُصعق الشرطي لما يرى*
الشرطي مُنفجعا ومُشيرا لما بالشنطة: ليش عندك ٨ كراتين موز في الشنطة؟
أنا مستغربا من ردّة فعله الغير مبررة: أقدّر الموز، وشفيها؟ لا يكون فيه قانون مدري عنه يقول ما يصلح تحمّل موز في شنطة سيّارتك وتمسك الخط؟
الشرطي منصدما للمنطق: .. لا .. بس أنت ملحوس ياخي
أنا موافقا إياه وقد عادت لملامحي سمات الفهاوة: ههههههه ياه من جد! خلاص أمشي؟
الشرطي مترددا: الله معك
*أسكّر الشنطة، أركب السيّارة، أمتطي الخط*
*****
*بعد ساعة ونصف، قبل الغروب بربع ساعة، في عُمق الصحراء*
*ألبّق سيارتي عند صندقة على خلفية صوت ماطور كهرباء مُزعج*
*يخرج قرد من الصندقة, ينزل درجتين للأرض*
القرد مزبدا: بدري يبوي! ما بغيت تجي!
أنا: هههههههه ياه من جد
القرد منلحسا: وراك تضحك؟ جبت البتاعة؟
أنا ضاربا بيدي على صدري: إيه ما عليك
*أناوله كيس يحتوي على مخدرات*
القرد: يلبّى المخدرات
*يهم القرد بالدخول في الصندقة*
أنا معنفا: وين رايح؟؟ تعال دخّل معي الموز
القرد مستدركا: مدري وش الله محببك في ذا الموز أنا وأنا قرد ما أحبه زيك
أنا موافقا القرد: هههههههه من جد
*أدخل الموز في الصندقة مع القرد على مشهد غروب يكتنفه الغموض في مُنتصف اللامكان*
*ساوندتراك درامي جامد*
*****
*تتسلل أولى أشعة الشمس من بين عدة سحب متفرقة على الأفق الصحراوي البديع وخلفية صوت ماطور الكهرباء المزعج وأصوات إزعاج من داخل الصندقة*
*يرتفع صوت الازعاج شيئا فشيئا*
*ينفتح الباب فجأة وبقوة ويلف بسرعة حول محور دورانه مئة وثمانين درجة ليصطدم بجدار الصندقة بقوة*
*ينبعث دخان كثيف من داخل الصندقة ويخرج القرد بوجه متجهم يزحف بيديه بينما رجليه غير قادرتين على الحركة*
*يواصل الزحف باتجاه السيّارة وهو يلهث*
*يزحف قرابة  منتصف العشرة أمتار الفاصلة بين السيارة والصندقة*

تصوّر واقعي للمشهد بريشة الكاتب


*أخرج أنا فجأة من باب الصندقة وأنزل خطوتي الدرج الصغير وأمشي باتجاهه بخطوات سلسة وأنا ممسك بموزة مُقشّر نصفها العلوي*
أنا ضاحكا: هههههههه الله يرجّك, يا حِبّك للدراما
*يقف القرد وتختفي ملامح التجهم من على وجهه مُسْتَبْدَلَةً بملامح الغضب*
القرد مزبدا مجددا: ياخي عطني جوّي, مسوّي دخول درامي مُفاجئ ودخّان وحركات وخربته
أنا بنفس الابتسامة وملامح الفهاوة: ههههههه من جد والله معليش لول
القرد: أقول لك ياخي لازم تكون درامي بكل شي تسويه اذا تبي في يوم من الأيام تفوز بأوسكار
*يتطلّع القرد للأفق البديع في مشهد درامي, يُدير رقبته متفقدا الأفق الكامل والمحيط*
القرد مخاطبا إيّاي مُشيرا بسبّابته للأفق البعيد: وش ذاك البعيد؟
أنظر للأفق البعيد وأرى حمامة على بعد قرابة 200 مترا تقريبا وأقول: اممم مدري كنه حمامة تمشي باتجاهنا
*أتبادل أنا والقرد بضعة نظرات ملحوسة وكأن كلينا يأمل أن يعلم الآخر مالسالفة*
القرد مستغربا: وش تتوقع سالفتها؟
أنا: خل نسألها, *مشيحا بيديّ* يالحماااامة يالحماااامة
*صوت صراخ الحمامة البعيد غير المفهوم*
القرد: تدري وش تقول؟
أنا: لا, خل بصارخ بصوت أعلى يمكن أفهم صراخها
*يتأملني القرد مستغربا من مستوى غبائي المتقدم ولكنه يتركني أتعلم عن طريق أخطائي*
أنا: يالحماااااااااااااااااااااااااااامة
*صوت صراخ الحمامة البعيد غير المفهوم*
أنا: مااااش شكلنا لازم بنحتريها لين تقرب شوي
القرد: أصلا ليه قاعدة تمشي الملحوسة, ويا بطأها متى بتوصل ذي ووش جايبها أصلا؟!؟!؟؟!
*ننتظر حتى تصل الحمامة الملحوسة لنطرح عليها أسئلتنا*
*****
*مسلسل من ظنوننا الخاطئة أن الحمامة قد اقتربت بما فيه الكفاية لنفهم همهمتها*
*الحمامة على بُعد 20 مترا*
أنا للمرة التاسعة عشرة: يالحماااااااااااااااااامة
الحمامة وقد بدأ صوتها يتضح بالكاد: خلاص خلاااااااص سمعتك أول مليون مرة, أنا أصلا جاية أمشي باتجاهكم, وش تبي يخوي؟؟؟؟؟؟؟
أقول مستوعبا غباء موقفي: ههههههههه من جد, كيف الحال, وش السالفة وش عندس؟
الحمامة بعد وهلة صمت وقد توقفت على بُعد 4 أمتار عني والقرد مُحافظة على مساحتها الشخصية: أبد والله قاعدة أتمشى في فيافي الصحراء
القرد: ليش تمشين؟
الحمامة: ما فهمت, كيف يعني؟
القرد: ليش ما تطيرين يعني؟
الحمامة: وليش أطير؟
القرد: لا بس الله معطيس جنحان فليش تمشين؟
الحمامة مستوعبة مصدر اللبس في الموضوع: آهاا, أولا سؤالك اقتحام لخصوصيتي, ما لك صلاح, ثانيا انتم ليش تفترضون اني بأطير لكل مكان؟ الله معطيني جنحان ومعطيني رجول بعد! سبحان الله الإنسان دايما يشوف الأشياء اللي مب عنده ويطلق افتراضات *مقلدة صوت البشر مستهزئة* "لو أنا عندي جنحان كان طرت, الحمامة عندها جنحان فالمفروض انها تطير!" لا ياخي, عندنا رجول بعد
*لحظة صمت آكووردي إثر عصبية الحمامة الغير مُبررة, أو المُبررة*
أنا محاولا قطع الصمت الآكووردي: طيب حيّاس معنا تفضلي
*تدخل الحمامة الصندقة معي والقرد بعد سؤالها إذا ما كُنتُ والقردُ من آكلي لحوم الحمام وإذا ما كانت عزيمتنا لها استدراجا لنختلي بها ونذبحها ونفينا لمزاعمها ولحظة صمت آكووردي أخرى*
*****
*تجلس الحمامة على منتصف الكنبة الكبيرة بينما أجلس أنا على كرسي في الجهة الأخرى*
*يقوم القرد بتحضير القهوة لها في مطبخ الصندقة*
*أتامل الحمامة بملامح مبهورة فاهية*
*تتجاهلني الحمامة وتتأمل معالم الصندقة من داخل وتلاحظ كراتين الموز في الزاوية*
الحمامة هامسة لي وغامزة باتجاه القرد: أجل القرد يحب الموز؟ ههههههههههه
أنا مشاركا إيّاها الضحكة: ههههههههههه لا ذا الموز حقي ✌
*تتبخر ضحكة الحمامة المنلحسة*
*يعود القرد ويناولها كأس القهوة السوداء*
الحمامة: تسلم الأيادي يلغلا
القرد: الله يسلمس
*تشم الحمامة القهوة وتضعها على الطاولة متحججة بحرارتها وكأنما كانت غير واثقة إن كانت صالحة للشرب بينما أتأملها أنا والقرد الجالسين على كرسيين في الجهة الأخرى من الصندقة في إشارة واضحة لتوزيع القوى داخل الصندقة*
*تستمر الحمامة في تأمل معالم الصندقة*
*تلاحظ كيس المخدرات المفتوح على الطاولة*
الحمامة مشيرة بجناحها للمخدرات: وشذا؟ مخدرات؟
أنا: إيه ههههههههه
القرد معنفا إيّاي: لا تقول لها انه مخدرات يا غبي, افرض انها مباحث ولّا شي؟
الحمامة: ههههههههه لا منب مباحث, بس ارفعوا أياديكم
*تصوّب الحمامة مسدسا لي وللقرد في إشارة واضحة لاختلال ميزان القوى داخل الصندقة*
*أرفع أنا والقرد أيادينا وعلى وجهينا ملامح المتفاجؤ*
القرد لي حانقا: شفت يا غبي؟ ابلش يالله
*تلتقط الحمامة كيس المخدرات وتخرج من الصندقة مبقية مسدسها موجها لنا طيلة الوقت*
*تطير بعيدا*
*تضحك الحمامة بجنون*
*****
*تحطُّ الحمامة على طعس في الصحراء وتضع كيس المخدرات على الأرض*
*تفتح الحمامة كيس المخدرات وتستنشق القليل جدا من البودرة البيضاء*
*تشعر الحمامة إن فيه شي غلط*
*تلحس الحمامة المخدرات بلسانها*
*تُصاب بالصدمة*
الحمامة بغضب: سكّر يا ملاحيس؟ قاعدين في نص البر وجوّكم موز وسكر يا أغبياااااء؟؟؟
*تركل الحمامة الرمل صارخة وتتبدد صرخاتها في الهواء*
*****
*تخرج الحمامة من الصندقة*
*تطير بعيدا وهي تضحك بجنون*
*نتبادل أنا والقرد نظرة وجيزة*
*ننفجر ضاحكين*
*نتسدح على الأرض من الضحك*
القرد: الله يرجّك يا شيخ, ايه مُخدرات هههههههههه
أنا: ههههههههههههه من جد, وشرايك بس؟
القرد وهو ينقلب على بطنه: هههههههههه الله يلعن ابليسك
أنا: هههههههه تربيتك استازي, ولّا انت, لا تقول لها انها مخدرات ههههههههه  دراما, أعطيك أوسكار صراحتن
القرد: الله يسلمك يا صديقي
ينهض القرد وهو يمشي للمطبخ: من اللي يخلّي كيس مخدرات مفتوح على الطاولة؟ وش تحسب؟ أول يوم لنا في صندقة في منتصف الصحراء؟ هههههه
أنا: ههههههه من جد
*يتوقف القرد قبل أن يصل المطبخ*
*ينحني ويفتح درجا سريا في الأرض يخرج منه كيسا*
القرد: كذا توّزي المخدرات يبو, الحمامة تحسب إننا ما شفنا بريكنق باد ههههههههه
أنا: ههههههه من جد
*يتناول القرد المخدرات بالملعقة لزوم الاتيكيت بينما أقوم بتقشير موزة أخرى ونحن نضحك على الحمامة الغبية التي لم تُشغِل نفسها بتفحص جودة المُنتج قبل سرقته*
*ساوندتراك درامي جامد على لقطة درامية رهيبة زوم آوت من خارج الصندقة كما يريد حضرة المخرج القرد*

5/15/2014

منظور الحمامة

لم يدر بخلدي أنّ يومي قد يزداد قروشة بعد انتهاء ساعات الدوام الطويلة أخيرا.
 
كُنتُ أقود سيارتي في إحدى شوارع الحارة القريبة من منزلي عائدا له عندما تنبهت لحمامة كانت تقطع الشارع قُرابة 15 مترا أمام سيّارتي.
 
لم أُشغل نفسي بالأمر فالحمامة عادة ما تحثّ خُطاها لتتفادى السيارة أو تطير مبتعدة قبل وصولها إياها.
 
لم يبدُ أن الحمامة كانت لتخرج من طريق السيارة قبل وصولي إليها ولم تطر لتنجو بحياتها من مصيرها المُحتّم تحت كفرات سيارتي لو انها استمرت بفعل ما كانت تفعله واستمريت أنا بفعل ما كنت أفعله.
 
هل تظن أنها تستطيع تحمل وزن سيّارة يعادل الطنين؟ ما هو وضع هذه الحمامة الملحوسة؟؟؟؟
 
عند بقاء مترين تقريبا بيني وبينها ضربت المكابح بقوة وانحرفت بالسيارة لكي لا ينتهي بها المئال تحت كفرات سيارتي.
 
تفاديتها بالكاد.
 
توقفت على جانب الطريق وقمت بإنزال زجاجة السيّارة وصرختُ بالحمامة مُعنّفا: هيييييه! يا حمامة!
 
قامت الحمامة بتغيير مسارها لتمشي باتجاهي واقتربت مني وهي تمشي ببرود بشويش وعلى مهلها واستغرقها ذلك قُرابة الثمانية ثواني وعندما أصبحت في محيط سمعي قالت بدون اضطرارها لرفع صوتها: نعم؟ خير يالحبيب؟
 
قُلتُ للحمامة مُستغربا عدم استيعابها لعدم ملائمة ردة فعلها للموقف: ليش ما توخرين عن الشارع؟؟؟
 
ردّت الحمامة بوجه تعلوه ملامح التفاجؤ إثر هجوميتي الغير مُبررة بالنسبة لها: وش دخلك؟ شارع أبوك هو؟
 
ارتفعت نبرة صوتي وأنا أحاول شرح الموقف بوضوح للحمامة الغبية لعلها تفهم: بغيت أوطاس يالغبية! تبين تموتين؟ أصلا ليش ما تطيرين؟ عندس ذا الجنحان وقاعدة تقطعين الشارع رجلية؟ أنا لو عندي جنحان رحت لكل شي طيران حتى لو للحمام بروح أطير!
 
ردت الحمامة بنفس أسلوبها: ما لك دخل أنا وين أمشي ووين أطير! وبعدين تعال إنت ليش مِفْتِرِض إني بوخر؟ على كيفك هو؟ هل إنت متفق معي من قبل إني بأوخّر؟ ما أذكر صار بيننا اتفاق زي كذا من قبل. اصبر خلني أشوف دفتر مواعيدي أتأكد إن ما صار بيننا اجتماع واتفاق زي كذا من قبل.
 
قامت الحمامة بإخراج دفتر مواعيدها مطقطقة على رأسي ولبست نظاراتها وتفحصت الدفتر على مهلها بينما لا أعلم لماذا قُمتُ بمحاولة استراق النظر لدفتر مواعيدها لعل يكون هناك اتفاقا قديما بيني وبينها ينصر موقفي, أو ربما كان فضولا مني لأستطلع عن نوعية مواعيد هذه الحمامة غريبة الأطوار!
 
أردفت الحمامة بعد قرابة ستة ثوانٍ من التظاهر بتفحص دفتر المواعيد: لا ما أشوف صار بيننا اتفاق من قبل إني أنا اللي مفروض أوخر من الشارع في حال إنت جيت بالسيّارة وأنا قاعدة أقطع الشارع سو يو كن قو فك يورسلف يعني.
 
ضقت ذرعا ووصّلت معي من الحمامة الغبية الغير مُتفهمة لمن هو سيد الموقف هنا فقلت لها مُزبدا: على تراب, ليتني ما وخرت ودعستس عشان تعرفين إن الهياط ما ينفع.
 
لم أعلم لمَ قُلتُ ذلك فلو أنني دعستها وماتت لما علمت أن الهياط لا ينفع ولكن مستوى المُحادثة لم يكن أرستقراطيا ومنطقيا على أية حال.
 
ردّت الحمامة غير محاولة إستنقاذ ما يمكن إنقاذه من العلاقات الدبلوماسية بيننا: أقول رح انقلع مبسوط بسيارتك وقاعد تهايط على خلق الله. أصلا ما تقدر تطير, رح اذلف أبلشتنا بس.
 
رددت عليها مُحاولا مجادلتها بنفس مستوى منطقها: أقدر أشتري تذكرة طيارة يا بقرة هههههه.
 
لم أترك مجالا للحمامة الملسونة لترد علي مُجددا إذ قمت بدعس كداسة الوقود بقوة وأصدرت السيارة صوت صرير ناتج عن زحلقة الكفر على الاسفلت نتيجة لسرعة دوران الكفرات وعدم جدوى معامل الاحتكاك في مهمة منع الكفرات من الزحلقة على الأرض لهذه المستوى من سرعة الدوران وصدر دخان قام بتغبيش المشهد وشاهدتُ الدخان في مرآة السيارة الخلفية الذي لم أعد أرى إثره الحمامة وأخذتُ بالضحك بهستيرية لأني حظيت بالكلمة الأخيرة في الموقف.
 
فجأة, ظهرت الحمامة طائرة من قلب الدُخان وهي تطير وترتفع وتتعداني طائرة فوق سيّارتي وقضت حاجتها على زجاجتي الأمامية وطارت بينما صدى ضحكاتها يتردد في المُحيط أخيرا وكثيرا.
 
حَظِيَتْ بالكلمة - إن صحت الاستعارة - بعد الأخيرة في الموقف, ذات بتش!

5/10/2014

طبخ الذات

ليش الواحد إذا طبخ أكل لازم ياكله حتى لو مُب زين؟

مدري يعني مستحي من نفسي ولا وش الوضع بالضبط؟

*أنا٣ جايب صحن ويحطه على الطاولة*

أنا٣ مُتحمسا: يلبّى! حظكم طبخت لكم اليوم! لا تبدون خلني بروح أغسل!

*ينصرف أنا٣ ليُغسل*

أنا٢ مُتقروشا: يا ليل! على حظي أنا كل يوم واحد جايني يبي يطلّع لي مواهبه المدفونة -_-

أنا١ بلكنة دفاعية: ويا ليل إنت! منتب سپورتڤ لأي أحد وبدل ما الواحد يركز في موهبته يضيّع وقته يقنعك تعطيه فرصة!

أنا٢ مُزبدا: مسوي لي فيها سپورتڤ؟ ذق أكله وخل نشوف وش بتسوي يالسپورتڤ -_-

أنا١ مُتحاملا: شكله كويس ياخي, هاه شف

*يتذوق أنا١ الأكل*

*لحظة صمت*

*لحظة صمت آكووردي*

أنا١ مُصارحا: والله طبخه سيءءء!

أنا٢: قاااايل لك!

*يعود أنا٣*

أنا٣ عازما: يالله حيّاكم

أنا١ مُصرفا: والله أنا مالي نفس بيني وبينك, أبي أرقد خفيف

*أنا ٢ يرمق أنا١ بنظرات وصخة*

أنا٣ خائبا: أفاااا ..  خلاص بنبقي لك تاكل بعدين ما عليك, يالله سم

*يأكل أنا٣ ويتغصب معه أنا٢*

أنا٣ مُتفاجئا: وشذا؟؟؟ طعمه سيء!!!

أنا٢ مُتنهدا: آآآآه الحمد لله هههههههه

أنا٣: وشرايكم بس نروح مطعم نتعشّى؟

أنا١ وأنا٢: قدّااام

*ينصرف أنا١, ٢, ٣*

*يدخل أنا٤ المشهد, يُلاحظ الطعام*

أنا٤ مُستبشرا: يمي! شكله لذيذ!

*يتلفت يمنة ويسرة ليتأكد أنه ليس لأحد*

*يهز كتفه مُعبرا عن لا مُبالاته*

*يتذوق أنا٤ الأكل*

أنا٤ مُستلذا: والله كويس!!

*يلتهم أنا٤ الطبق عن بكرة أبيه*

اثنين قيقا

*أتصل على ٩٠٢*

٩٠٢: نبزثةتيمكؤ كيف ممكن أخدمك؟

أنا مُستبشرا: هلا والله, عطني اثنين قيقا لو سمحت.

٩٠٢ بابتسامة عريضة: تقدر تفعلها عن طريق إرسال رقم (مدري كم) لـ ٩٠٢

أنا مُترددا: بس تو يقول عليكم زحمة مُكالمات وأخاف ما تشوفون رسالتي

٩٠٢ مُنلحسا: لا إنت ترسلها والسستم يفعلها لك

أنا بصوت الغلبان: ..... طيب ما تقدر إنت تفعلها؟ ما أعرف للرسايل , صعبة وتلخبط

٩٠٢ مُتفهما: ههههه ابشر

*يفعلها لي*

٩٠٢: خلاص تم يبوي, فعلتها لك

أنا شاكرا: شكرا يلغلا, مع السلامة

*أسكر السماعة*

٩٠٢ لنفسه: لحظة! إذا ما يعرف للرسايل وش يبي بالإثنين قيقا؟؟؟؟

*ساوندتراك درامي مُرعب*

*مشهد لي على أنغام ساوندتراك كريبي في غرفة خافتة الضوء وأنا أحط الاثنين قيقا في الخلاط وأشربها ثم أنظر للكاميرا بطريقة دستربنقلية*

بُرطمان أثري

كلمة 'بُرطمان تضحك'!

كأنها سوپرمان بس مو سوپر, برط!

أتخيل إني في مُحاضرة تاريخية في قاعة على مدرج ومطفين النور ويستعرضون على پروجكتر سلايدات أشياء أثرية من القرن الخامس عشر

"وطبعا هُنا نرى بُرطمان أثري ..."

أنا من خلف القاعة: ههههههههههههههههه بُرطمان! الله يرجّك هههههههههه

*يلتفت لي الحضور ويسود صمت آكووردي باستثناء صوت ضحكي*

أنا: ههههه خلاص سوري والله ماي باد, أعتذر عن لحستي وكذا, پليز كملوا

*يُلفِت الحضور انتباههم للمُحاضر الذي يكمِل قائلا: طبعا البُرطمان ... *صوت ضحكاتي المكتومة* ... أكبر من الحجم المُعتاد ... *صوتي من الخلف وأنا أقول بصوت خافت لمن يجلسون بجانبي: ذاتس وت شي سِيد ههههههه* ... طوله قُرابة ١٣ بوصة

أنا مُنفجرا: ههههههههههههههههههههههه بووووصة ههههههه لا واضح إنك تستهبل علي كذا إنت!

*الشعب كله يطالعني بحقد*

أنا: خلاص لا تطالعون فيني كذا! بالله ما تضحككم ذا الكلمات المخروشة؟؟؟

*الحضور يطالعون في بعض*

الزبدة إني ممنوع من دخول جميع المتاحف التاريخية وأقسام الدراسات التاريخية في كل جامعات العالم -_-

5/01/2014

اعتبارات غُبارية

وش هالديرة السيئة اللي من زينها أصلا كلها غبار؟ توكلك تراب حرفيا! مدري وش جلّس أجدادنا هنا وحببهم في التراب
 
*قبل كم ألف سنة*
 
*عاصفة غبارية سيييئةةة*
 
*واحد متربّع في الصحراء وجنبه بعيره*
 
*يدخل المشهد شخص آخر ماشيا رُغم الغُبار والرياح*
 
الشخص الواقف: ياخي وش مجلسنا هنا عند التراب؟ قم خل نروح مكان فيه أوكسجين وهوا نظيف
 
الشخص الجالس: لااا ياخي مشوار ريّح أمنا✌
 
الشخص الواقف: ياخي داري إن كل اللي تتنفسه تراب؟ أحس لو بنقعد هنا بنصير زي الرجل الترابي ذاك اللي يهايط على سپايدر مان
 
الشخص الجالس والتراب يضرب وجهه بقوّة: بلا قروشة واللي يرحم والديك خل نتكي✌
 
الشخص الواقف: مشينا يقول لك في مكان اسمه تُركعية طبيعة ومزز وفلّة, خل ندز✌
 
البعير يقتحم المُحادثة: يابوي روّق أمنا، ما يبي يجي! غصب هو؟ مب هو اللي بيمشي مدري كم ألف كيلو كلها على راسي ترى ✋
 
الشخص الواقف معطيا اياهم ظهره: بكيفكم أنا بحرّك الحين استمتعوا بالتراب، سلام ✋
 
*ينصرف الشخص الواقف*
 
البعير للشخص الجالس: تتوقّع انه شك في وضعنا؟
 
الشخص الجالس: هههههه لا يبوي ما عندك أحد ✌
 
*ينظران إلى آلة الزمن المُلبّقة قرابة ٢٠ مترا عنهم والتي يصعب رؤيتها نظرا للغبار*
 
الشخص الجالس: اذا اكتشفوا البترول بنطلع كاااش✌
 
البعير: ايييه وأنا بطلع من مزايين الإبل يا لبّى ✌
 
*ساوندتراك درامي جامد*

4/27/2014

الآنسة والصرّاف

ياخي ودّي أفهم وش يسوون الحريم عند الصرّاف؟ ✋✋✋✋
 
جت وحدة معي في نفس الوقت تبي تصرف ولأني شخص كويّس ورهيب وعضو فعّال في المجتمع خليتها تدخل قبلي ✌ وبعدين اضطريت أحتريها ٩ دقايق تخلّص! كلما مرت دقيقة أقول صعبة تاخذ دقيقة ثانية الموضوع مش لازم يعني! وصار طابور وراي جو أربع أشخاص ورغم إننا ما تكلمنا كثير أحس كل واحد حاط حرّته في الشخص اللي قدّامه وحرتهم كلهم مجتمعة على راسي وأنا ما لي دخل
 
ليه البنات يطولون عند الصراف؟✋ وش تفكّر فيه بالضبط؟ مالذي يدور في مُخِّهَا؟ يعني البنات اللي أعرفهم تقريبا كلهم ما عندهم مشاكل في التعامل مع التقنية فمالذي يحدث؟✋
 
*أم الشباب تدخل الصرّاف*
 
*أم الشباب تطلّع البوك من الشنطة بعد جُهدٍ جهيد وتَشَتُتِ انتباهها مع لون المناكير اللي "أكبر من الخقّة" حسب تعبيرها*
 
*تحط البطاقة في الصراف*
 
*تصير حاطّة البطاقة مقلوبة*
 
*تحطّها زين هالمرة*
 
*يظهر خيار اختيار اللغة*
 
أم الشباب: والله يختي صح إن العربي أسهل بس ودّي أطوّر لغتي الانقليزية لول
 
*تختار اللغة الانقليزيّة*
 
*تظهر الخيارات*
 
أم الشباب: يمّه يمّه يمّه✋ وشذا الكلام وذدراول وخرابيط كنسل كنسل بس ✋ هذي فلوس يا حبيبتي ما فيها لعب ههههههه ✋
 
*تكنسل وتختار العربي*
 
أم الشباب: هلا بالعربي يا لبّى!عطنا سحب نقدي لو سمحت ☝
 
*يظهر خيار كم تبي فلوس*
 
أم الشباب: والله ما فكرت فيها الله يرجّك ههههههه ✋ خلني أشوف! أبغى أشتري شوز وفستان وحلى وقهوة ...... يعني نقول ١٠,٠٠٠ ريال لو سمحت ☝
 
*الشاشة تقول حسابها ما فيه فلوس*
 
أم الشباب: ✋✋ بس المفروض الراتب نازل! تصدقين؟ المفروض انو ينزل الحين الحين خلني بأنتظر شوي بس
 
*تنتظر سبعة دقائق وما ينزل شي*
 
أم الشباب: غريبة يختي ✋ خلاص بآخذ الـ٩٠٠٠ اللي موجودة وخلاص مو لازم حلى
 
*تسحب التسعآلاف وتمشي*
 
أنا: فك يو، بتش -_-

4/22/2014

حطبة وعشرين

مدري وش يحسون فيه اللي يقولون أشياء مثل "تعرفت على نفسي"!

يعني انت وش كنت قاعد تسوي أول عشرين ثلاثين سنة من حياتك؟

أنا١: أهلا.

أنا٢: هلا والله.

أنا١: ممكن نتعرف؟

أنا٢: هاه؟

أنا١: أبي أتعرف عليك....

أنا٢: تستهبل علي إنت؟ صار لي مقابلك حطبة وعشرين سنة وتوّك تبي تتعرف علي؟ -_-

أنا١: لا بس كنت مشغول وبعدين أنا سلف-انڤولڤد لدرجة....

أنا٣: يقتحم المحادثة: وشفيكم وش صاير؟

أنا٢: يقول يبي يتعرف علي ههههههههه

أنا٣: هههههههه سلمات يغلي

أنا١: ياخي قاعد أمارس تأمل الذات الله يفشلكم -_- دايما أنا أقول مستواي أرقى منكم بس المشكلة إني محدود عليكم

أنا٢: أقول رح انقلع شبّك نفسك في مكان ثاني بس ههههههه

*صوت خطوات أنا١ منصرفا وهو يلقط بقايا وجهه على خلفية ضحك أنا٢ وأنا٣*

أنا٤ من خلف أنا١: هييييه, هيييه.

أنا١ متوقفا عن المشي: هاه, نعم

أنا٤: سمعتك تقول تبي تتعرف, أنا أنا٤ :)

*يبتسم أنا١ وتبرق عيناه لإيجاده نفسه وفرصة تعرفه عليها*

4/02/2014

البناء الحديدي

فَتَح شخص ما عينيه بجفنٍ ثقيل مستيقظا من النوم.

كان ينام على بطنه مستلقيا على وسادة اسفنجية نحيلة.

تعابيرُ وجهه تدلُّ على أنه لا يزالُ منهك وأن الاستيقاظ لم يكن له خياره الأول, لو كانَ له خيارٌ في الموضوع.

لم يفتح عينيه بشكل كامل, كان ذلك ردّة فعل لا إرادية على قوة أشعة الضوء في مُحيطه واتساع بؤبؤي عينيه واستيقاظه للتو.

الجوُّ شديدُ البُرودة.

نظر إلى السماء فوقه. كانت صافية باستثناء بضعة سحب بعيدة. كانتِ الشمسُ مائلة عن وسط السماء. خمّن أن الوقتَ كان صباحا لبياض أشعة الشمس ونصعها.

ميّز أنّه كانَ ينامُ في الهواء الطلق.

سأل نفسه "أينَ أنا؟ .. وماذا أفعلُ هنا؟"

انقلبَ على ظهره. اعتدلَ جالسا ببطء مُحاولا مُجاهدة الإنهاك.

الرِياحُ قويّة بعض الشيء.

لم يَكُن يرتدي إلّا سِروالا داخليا قصيرا أزرق اللون كَزُرقة مَلابس طبيب متدرب وحذاء مشي رياضي يتناسقُ لونه مع بقيّة ملابسه.

يبدُو مُتَّسِقَ القوامِ في أواخر العشرينات من عمره.

عقدَ ساعديه أمامه مُحاولا تدفئة نفسه وهو ينظر حوله.

كانت الوسادة الاسفنجية التي ينامُ عليها تتوسط أرضية مربعة الأبعاد مرتفعة عن سطح الأرض.

يبدو أن الأرضية مصنوعة من من سياج حديدي كالذي يُستخدم في سلالم الطوارئ.

قدّر أبعاد الأرضية بعشرين مترا في عشرين مترا.

وقف قائما.

خطا خارج مُحيط الوسادة التي كان ينام عليها.

نظرَ إلى الأسفل.

أصابه الهلع بعض الشيء. لم يكن مستعدا لرؤية ذلك.

كان على قمة بناية تتكون من عدة طوابق وقد صُنعت أرضية الطوابق من سياج حديدي كالذي يقف عليه.

يستطيع رؤية الطابق الذي أسفله بصعوبة ولكن تتعذر رؤية بقية الطوابق.

قرّر أنه سيتفادى النظر للأسفل مُباشرة وأنه سيُركزُ على السياج الحديدي نفسه.

شعر بالتوتّر بعض الشيء إثر وجوده على هذا الارتفاع لسبب مُبهَم في هذه الظروف الغامضة.

مشى في إحدى الاتجاهات نحو أحد أطراف البناية لكي يرَ ما أسفلها.

لم يكن هُناك أيةُ أصوات إلا صوت خُطواته المنتظمة على السياج الحديدي وصوت الرياح الباردة.

قلل من سُرعته حذرا من السقوط عند اقترابه من الحافة لعلمه أنّ ارتفاع البنيان الذي يقف عليه غالبا ما يزيدُ على ثلاثة طوابق.

بدأ يرى الأفق عند اقترابه من الحافة. يبدو أن الثلج الأبيض يُغطي التلال المُحيطة به بُعد نظره مما زادَ من رهبة موقفه.

انعقد حاجبيه مُزيدا رغم انعقادها أساسا.

أخذ توتره يزداد باقترابه من الحافّة وتمييزة أن البناية عالية جدّا.

توقف على بُعد متر ونصف من الحافّة.

تسارعت أنفاسه لهول موقفه وعدم علمه ما سيفعل أو مالمُفترض أن يفعل.

قدّر ارتفاع البناء بين التسعين والمئة متر.

تَراجع خائفا بعيدا عن الحافة وسقط على مؤخرته التي آلمته إثرا اصطدامها بالسياج الحديدي.

جلس على الأرضِ وأخذَ يُفكِّر.

كيف وصل إلى هنا؟ إن كان لا يتذكر فهل معنى ذلك أنَّ أحدا وضعه هنا؟ لمَ لا يتذكر أينَ كان قبل استيقاظه؟ أين ملابسه؟ لمَ وُضع على قمة هذا البناء الغريب؟

رجّح بعدَ طرحه أسئلته وعدم وجود إجابات أن تفكيره لن يُفيد والأولى به محاولته التصرف للهروب من هذا الموقف.

اعتدل قائما. ارتفع صوت الرياح وقوتها فعقد ساعديه أمامه مُجددا مُحاولا إبقاء درجة حرارة جسده عالية.

مشى بمحاذاة الحافّة على بُعد متر من الطرف باتجاه عقارب الساعة.

الثلجُ في كل مكان.

مشى بمحاذاة طرفين من أطراف البناية ولم يرَ مُعطيا جديدا وعند مشيه بمحاذاة الطرف الثالث رأى شارعا اسفلتيا ضيقا بالكاد يتسع لسيارتين ولا تغطيه الثلوج.

المكانُ مأهولٌ إذن!

مشى حتى اقترب من الزاوية التي تربط بين الطرفين الثالث والرابع.

رأى سيّارة دفع رُباعي مركونة أسفل البناية. باب السائق مفتوح ويبدو أنّ مُحركها مُدار. استنتجَ ذلك نظرا لخروج دخان كثيف من عادم السيارة. يبدو كأن السيارة تدعوه لقيادتها. هل هو فخ؟ أم هل هو الطريق لنجاته؟ هل كانت ما أحضره هنا؟

لم يكن لديه الكثير من الخيارات. لا بُدّ أن يَجِدَ طريقة للنزول والوصول للسيارة والخروج من هذا المكان فالبقاء هُنا موتٌ مُحَتَّم.

ضخّت الدماء في عروقه إثر وجود خطة وحافز للخروج من هنا ففرد ذراعيه سادلا إياهما على جانبيه وقام بتفحص الطرف الرابع من أرضية أعلى طوابق هذه البناية التي يعتليها لسبب مُعيّن.

هل هناك سبب مُعين على أيّة حال؟ هل من المفترض أن يكون هناك سبب؟ هل يحق له المطالبة بسبب؟ من أعطاه ذلك الحق؟

كلُّ هذا لا يهم الآن.

وجد سلما حديديا في منتصف الطرف الرابع يربط هذا الدور بالدور الذي أسفله ويتوقفُ هناك.

يبلغ طول السلم قرابة الثلاثة أمتار ونصف تقريبا.

قدّر أنها مُجازفة خطيرة أن يحاول النزول مع هذا السُّلم الذي لم يُراعي واضعه أية ضوابط سلامة.

هل يجدُر به النزول؟

قرّر أنه سينتظر بضعة دقائق فربُّما مرت سيارة على الطريق السريع واستطاع لفت انتباهها بطريقة أو بأخرى.

وقف في مكانه لدقيقتين.

لم تمر أية سيارات.

سرت رعشة في عموده الفقري من البرد الشديد وقرر أنه سيمشي على الطرف المُقابل للخط السريع لكي يرفع من درجة حرارة أطرافه بينما يتنظر.

مرت ثلاثة دقائق وهو على تلك الحال.

لم تمر أية سيارات.

يبدو أن النزول مع السلم هو خياره الوحيد.

تنهد وجمع أعصابه آخذا نفسا عميقا وخطى باتجاه السُّلم.

عندما اقترب من السلم ورأى الارتفاع ازدادت حدة نبضات قلبه.

لم يكن لديه خوف من الارتفاعات فوق المعدّل الفطري ولكن ما كان بصدد الإقدام عليه قادر على ضخ الرهبة في أقوى القلوب, وأضف على ذلك, فليس ثمة شيء يحميه لو تعثر وسقط.

غيَّر من وجهته ماشيا للخلف لينزل على السلم مُقابلا إيَّاه ولكي لا يضطر لرؤية الارتفاع.

ببطء وحذر شديدين انحنى ووضع يده على الأرض غارزا أصابعه في السياج الحديدي.

أحسّ بالبرد الشديد من لمس يديه للحديد العالي القابلية لتوصيل الحرارة.

وضع قدمه على أولى خطوات السلم.

حرّك قدمه الأخرى ووضعها على الخطوة التي تليها.

قام بالنزول ببطء ووضع يده على أولى خطوات السلم ثم التي تليها وقام بفعل ذلك عدة مرات.

وصل لمنتصف السُّلم.

بلغ التوترُ منه مبلغه.

تسائل في قرارة نفسه إن كان مقدار توتره مُبررا.

استرقَ نظرة للأسفل ولم يتحمل وقعَ المشهد فسقط قلبه لأسفل أحشائه وتسارعت أنفاسه.

هبت رياحٌ قوية فجأة فاختل توازنه وتركت يده اليسار ورجليه السلم ولكن قبضة يده اليمنى ازدادت قوة وبقي مُتعلقا لثانيتين لا يقفُ بينه وبين السقوط من هذا الارتفاع سوى قوة أصابع يده اليمين.

ضخت مادة الأدرينالين في عروقه ودفعته غريزة البقاء لإمساك السلم مرة أخرى واستعادة توازنه فأعاد يده اليسار لتقبض بالسلم بقوة وأعاد رجليه على السلم رغم استمرار هبوب الرياح القوية.

نزل بقية الخطوات ووضع قدميه واحدة بعد الأخرى على أرضية الدور قبل الأخير ملتفا حول السلم.

عندما وقف مُجددا على قدميه أطلق سيلا من الشتائم واللعنات بصوت جهوري مُحتقن ولكنه لم يعلم من يوجّه ذلك السيل عليه.

تبددت صرخاته في الهواء.

انحنى راكعا يلهث وغدا يفعل ذلك لدقيقة حتى هدأ قليلا.

يحتاج لأن يستمر بمواجهة الأمر الواقع.

رفع رأسه وقام بالنظر لهذا الدور من تلك البناية.

توجد أعمدة في الأركان تقوم بتثبيت الدور الذي يعلوه.

خفت النور بعض الشيء نظرا لكون الدور الأخير سقفه الآن.

مشى بضعة خطوات باتجاه ذلك الطرف التي توجد عندها السيارة.

لا تزال السيارة موجودة وكل شيء على حاله.

ابتعد عن الحافة ومشى على أرضية الشبك الحديدي التي تشابه الدور الذي يعلوه.

تفقّد أرضية ذلك الدور.

توجد فتحتين في الأرض يفصل بينهما قرابة خمسة أمتار أبعادهما متر في متر يتناظران في مكانيهما حول مركز الأرضية في منتصف المسافة بين طرفين متقابلين.

لم توجد فتحتين؟

هل كليهما يؤديان لنفس المكان؟

نزل مع احدى الفتحتين للدور الذي يليه.

وجد صفيحة حديدية نحيلة تقسم الدور الذي نزل له إلى قسمين وتمنع رؤية القسم الآخر. الجهات الثلاث الأخرى مفتوحة على الهواء الطلق.

تمتد الصفيحة الحديدية خارج أطراف الأرضية قُرابة المتر لكي تمنعه من الوصول للقسم الآخر بسهولة.

يبدو أن السُلم الآخر يؤدي إلى القسم الآخر.

مالهدف من وجود قسمين؟

قام بتفقد أرضية الدور وأطرافه.

لا توجد فتحات ولا سلالم على الأطراف.

غالبا ما كانت السلالم موجودة في القسم الآخر.

عاود الصعود للدور قبل الأخير ونزل مع السلم الآخر.

وجد أربع فتحات في القسم الآخر.

يوجد سلّمان في فتحتين ودرجان في الفتحتين الأخريين.

هل هذه متاهة؟

أيّة نكتة لعينة هذه؟

اشتدّ غضبه وركل الصفيحة الحديدية التي تفصل بين القسمين وهو يطلق صرخات غاضبة

آلمته قدُمه فصرخَ مُجددا وندم لركله الصفيحة.

قرّر أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى. يجدر به الحفاظ على طاقته وصرفها على التركيز على الهروب من هنا.

أخذ بضعة أنفاس عميقة ثمّ قرر أنه سينزل مع الدرج لكي لا يضطر للمس السلالم الباردة 'اللعينة' كما وصفها في سرّه.

كان الطريق مسدودا.

نزل مع الدرج الآخر.

وجد أقساما أصغر تفصلها عن بعضها صفائح حديدة كالتي رآها من قبل. تخرج هذه الصفائح الحديدة خارج مساحة الأرضية جاعلة الالتفاف حولها مستحيلا.

كل الطرق التي أدت لها السلالم كانت مسدودة أيضا.

أخذ يُفكر.

لا بدّ من أن هناك طريقة للنزول.

رجع مع أول درج نزل معه.

قام بتفقد الأطراف.

يوجد سُلم على الطرف كالذي نزل معه أول مرة.

سبّ وشتم من لم يجعل أمامه خيارا غير النزول من هذا السلم.

نزل مع السلم بحذر شديد للدور الذي يسفله.

وجد دورا مفتوحا على بعضه كالدور قبل الأخير وتوجد فتحة تؤدي لدرج في منتصفه.

يبدو أنه يمشي بالاتجاه الصحيح.

نزل مع الدرج ووجد عدة فتحات وسلالم وأدراج وسلالم في الفتحات أو على السلالم المربوطة في الأطراف.

أخذ يحاول الوصول للأرض بأية وسيلة رُغم تسائله طيلة الوقت عن السبب الذي دعا أحدا لصنع مثل هذا البناء الذي لا يبدو أنه يخدم هدفا واضحا.

بعد نزوله للمزيد من الأدوار تعقدت عليه الأمور كثيرا.

في بعض الحالات كانت السلالم والأدراج تقوده للأسفل دورين أو ثلاثة قبل أن يتبين أن الطريق مسدود فيعود ويصعد ليقوم باختبار الخيارات الأخرى كطروق موصلة للأسفل.

وصل للدور الثالث عشر, عدّا من الأعلى, في منتصف البناء تقريبا.

تكاثرت عليه الخيارات أُسِّيا.

أحس بالتعب وقلّ حماسه إثر صعوبة موقفه فخف تدفق الدم إلى أطرافه وشعر بالبرد مُجددا.

لا بُد من أن يغير من استراتيجيته.

كان يجلس على طرف في زاوية الدور في قسم صغير معزول تبلغ مساحته قرابة ربعِ ربع مساحة من ذلك الدور.

كانت الشمس قد اختبئت خلف بضعة سحب خلال الخمس دقائق الماضية.

استند على الصفيحة الحديدة جالسا وثنى ركبتيه ووضع رأسه بين راحتيه مُفكرا.

نظر إلى الزاوية.

يوجد عمود حديدي يبلغ قطره قرابة العشرة سنتيمترات في الركن كالذي رآه في زاوية كل دور.

برقت عيناه واتسعتا فجأة وكأنما كان يقول "لقد وجدتها!"

قام من مكانه ومشى باتجاه العمود وأمسك به وقام بالنظر للدور الذي يليه.

ربما يستطيع الوصول للدور التالي عن طريق الامساك بهذا العمود والنزول ببطء وحذر شديدين.

غالبا ما وفّر عليه ذلك الكثير من الوقت.

ينبغي عليه المُقامرة بمحاولته فتجريبه الخيارات الأخرى التي تكاثرت جدا مُقامرة في حدّ ذاتها.

عزم أمره وأمسك القضيب بكلتا يديه واحتضنه والتف حوله ليجعل البناية قبلته وظهره لخارج البناية.

قام بالنزول ببطء شديد.

تجاوز أرضية ذلك الدور فربط ساقيه حول القضيب وأكمل نزوله.

عندما وصلت يديه لأرضية الدور اضطر لفك يديه واحدة بعد الأخرى ومُعاودة الإمساك به.

أكمل النزول ووصل لأرضية ذلك الدور بسلام.

التف حول العمود ونظر أمامه.

كان في قسم يحتل ربع مساحة الدور. يصل هذا الدور بالدور الذي يعلوه درج لا بد أنه فاته ويربطه بالدور الذي يسفله فتحة فيها سلم.

قام بنزول السلم ووجد دورا توجد في أرضيته ثمانية فتحات.

قام بالنظر إلى الفتحات لبضعة ثوانٍ ثم نظر إلى العمود في ركن الدور.

نزل مع أحدها الذي أدّت به لنهاية مسدودة في ركن تلك العمارة مُجددا.

هل فعلا يُريد تجريب بقية الاختيارات؟

كانت درجة الحرارة قد انخفضت إثر اختفاء الشمس وبقاءه في البرد يهدد وجوده في حدّ ذاته.

نظر إلى العمود وفكّر في النزول عن طريقه مُجددا.

عزم أمره. قام بمُحاولة فعل نفس ما قام به من قبل.

عندما اضطر لفك يده اليمنى عن العمود ليمسك به من أسفل أرضية ذلك الدور لم يستطع الامساك به جيدا إثر برودة القضيب وتخدُّر يديه فاختل توازنه.

لم تستطع يده اليسرى لوحدها موازنة وزن جسده العلوي وخانته عضلات ساقه أيضا إثر توتره ولكنه لم يزل رابطا ساقيه حول العمود.

سحبته الجاذبية فهوى موازيا العمود نظرا لالتفاف فخذيه وساقيه حوله.

اصدمت ساقيه بأرضية ذلك الدور ولم يتحمل الصدمة فانفكت العقدة المكونة من ساقيه وفخذيه من حول العمود ولم تستطع يده اليمنى تحمل وزنه فهوى.

فقد وعيه قبل أن يصل إلى الأرض.
*****

المشهد يبدو مهزوزا.


"ما كل هذا الضوء؟" سأل نفسه

رفع يديه ليغطي عينيه

اكتشف أن يده كانت موصلة بمغذي وجهاز لمراقبة نشاطه الحيوي

رأسه محلوقة وعليها عدد من الأسلاك الموصلة بالأجهزة

يبدو أنه كان نائما على سرير مستشفيات مرتفع الظهر بعض الشيء مرتديا لباس المرضى في المستشفيات وهو ملتحف بغطاء أبيض خفيف.

بدأ يتأقلم مع حدة الضوء إثر ضيق بؤبؤي عينيه وحدهما من كمية الضوء المستوعبة.

يشعر بالإنهاك والتعب.


سأل نفسه "أينَ أنا؟ .. وماذا أفعلُ هنا؟"

يبدو سؤاله مألوفا, وليست ألفته للسؤال ثمة الألفة الحسنة التي يُشتاق إليها.

أدار عينيه في الجوار ورأى ظهر رجل واقف طويل الشعر يرتدي معطفا أبيضا يبدو في أواخر الأربعينات من عمره.


يقف في آخر الغرفة التي كان فيها وهو يتأمل أوراقا مُعلقة على الجدار.

تنبه الرجل لاستيقاظه فاستدار وخطا له بضعة خطوات.


يرتدي نظارات غليظة الإطار وتعتلي وجهه لحية كثة.


قال الرجل بلكنة روتينية: صباح الخير.


لم يكن في مزاج ليرد التحية فلديه الكثير من الأسئلة التي تختلج في أعماقه.


قال: أين أنا؟


لم يبدُ أن الرجل كان ليحتفظ بأية معلومات لنفسه إذا بادر بالإجابة وكأنما لم يهمه أنه تجاهل تحيته: أنت في قبو جامعة المدينة في أحد مختبرات قسم علم الأعصاب


لم تكن تلك الإجابة قد شفت غليله فربما قد زادت حصيلة أسئلته


سأل مجددا: ماذا أفعل هنا؟


أكمل الرجل وقد صرف انتباهه للأجهزة التي تعطي معلومات عن نشاطه الحيوي: أنت جزء من تجربة مهتمة بتحديد مدى القدرات البشرية من الناحيتين الجسدية والعقلية وربطهما بمعطيات عن تكوين الدماغ ونشاط أقسامه المختلفة.


صدمته الإجابة.


لبث بضعة ثوان يُحاول تحليل إجابته.


أحس الرجل بعدم قدرته على معالجة المعلومة ووضعها في سياق التجربة التي مر بها للتو فأكمل الرجلُ قائلا: ماذا تتذكر بالضبط؟


أجاب قائلا: استيقظت على سقف بناء حديدي في منتصف اللامكان وكان لا بد لي من النزول بطريقة أو أخرى


توقف عن الكلام لثانيتين وكأنما رجّح أن تجربته كانت حلما.


سأله الرجل: ثم ماذا؟


أغلق عينيه وضع سبابته وإبهام أعلى خشمه وعقد حاجبيه مُحاولا استحضار التجربة المؤلمة: حاولت النزول بشتى الطرق حتى وصلت لمنتصف البناء تقريبا ولكنني فشلت في النهاية وسقطت من جانب البناء.


أخذ الرجل يكتب في الملف الذي كان يُمسك به وكأنما لم يعد يهمه تفسير الموقف له.


لم تُعجبه طريقة الرجل في التعامل معه فزادت حدة نبرته وهو يقول: ما هي هذه التجربة بالتحديد؟؟!؟!


أجاب الرجل ببرود مريع وهو لا يزال يكتب: التجربة التي مررت بها لم تحدث في الحقيقة, كانت -بمصطلحات عاميّة -  بمثابة الحلم بالنسبة لك, قمنا بتطوير نظام يُمكننا من تطبيق سيناريوات افتراضية مُصممة على البشر ومعرفة نتائج ردات الفعل التقريبية المُقاربة للواقع من دون خوض التجربة فعليا, يمكننا هذا النظام من القيام بتجارب مثل التي نقوم بها الآن.


رفع الرجل عينيه إليه وأكمل قائلا: ببساطة, الهدف من التجربة التي مررت بها كانت هو معرفة هل يستطيع شخص بقدراتك العقلية والجسدية حلّ المتاهة والنزول من أعلى لأسفل العمارة تحت الظروف المُحددة


استشاط غضبا وقال: لحظة! هل تقصد أنك أنت من وضعني على أعلى ذلك البناء الحديدي؟؟؟!؟!؟


حاول الاعتدال والنهوض ولكنه تنبه لأن وسطه ورجليه مثبتين بإحكام في السرير بأحزمة رابطة.


صرخ بضعة مرات وقام بفك الأسلاك من على رأسه وهمّ بفك الأسلاك عن يديه ولكن الرجل قال له بنفس اللكنة الباردة: إيّاك أن تفك الأسلاك من على يديك فهي تحتوي على مغذي ومواد من شأنها أن تبقي حالتك مستقرة


قرر أن من المجازفة عدم تصديق هذا الرجل فحاول التحكم بأعصابه.


عندما هدأت صرخاته قال الرجل بهدوء: التجربة مهتمة بقدرتك على تحليل الموقف وتعاملك معه, السيّارة كانت موجودة لإعطائك دافع للنزول, لو أنك وصلت لها لانتهت التجربة ولم تستطع أن تكملها, المتاهة كان الهدف منها معرفة ردة فعل عقلك وقدرته على التحليل وسرعتك في التعامل مع الموقف في ظل الظروف المحيطة.


صرخ بصوت مُحتقن: من أعطاك الحق بإرغامي على خوض تجربتكم اللعينة هذه أيها الوغد؟!


خطا الرجل خطوتين للخلف والتقط ورقة من على مكتب قريب عليها توقيعه وأشاح بها في وجهه قائلا: أنت بنفسك تطوعت للتجربة مُقابل مبلغ مادي, استجبت لإعلانٍ وضعناه في الجريدة على ما أعتقد وقد أحطناك علما بما سيحدث لك خلال التجربة وعلى ظل ذلك قمت بالموافقة والتوقيع. إن لم تخني الذاكرة فقد قلت أنك تحتاج المقابل المادي لسد بعض نفقاتك التي لم تعد تقدر على سدها مؤخرا, الأحزمة المثبتة هي مُجرد إجراء احتياطي في حال حصلت لك ردّة فعل مثل هذه.


أمسك بالورقة وقرأها على عجل ورأى توقيعه الذي خان به نفسه ثم أراح ساعده وانتظره الرجل حتى فرغ من تفحص الورقة ثم قال: لا توجد مُخاطرة عالية بحياتك فنتائج التجربة تُعامل مثل الحلم ونسبة حصول نتائج عكسية لك لا تتجاوز الثلاثة بالمئة كنسبة حصول أي خطأ خلال أية عملية طبية بسيطة, ألم تُلاحظ أنك سقطت من على ارتفاع في تجربتك الأخيرة ولم يمسك أية أذى باستثناء انفعالك الغير مُبرّر؟


أخذ الرجل الورقة من يده وأعادها على المكتب الذي أخذها منه وأكمل حديثه بهدوء مستفز: لا نستطيع خلال التجربة مُشاهدة ما تُشاهده ولكن من خلال الحساسات على رأسك نستطيع مُشاهدة نشاطك الدماغي ومن خلال المناطق النشطة في المخ نستطيع تنبؤ نتائج التجربة التي يفترض أنها مُطابقة للواقع ثم نقوم بتأكيد افتراضاتنا من خلال التأكيد مع العينة لفظيا.


سأله بيأس وكأنما كان يُحاول إيجاد ثغرات في منطقه وهز موقف الرجل: كيف تعرف أن ردات الفعل مُطابقة لما قد يحصل على أرض الواقع؟


أجابه الرجل مُباشرة وكأنما كان ينتظر سؤاله: تم اختبار النظام مرارا وتكرارا على عينات أخرى في نطاق وظروف أبسط من التي مررت بها والنتائج كانت مُرضية جدا ومن خلال التقدير الاستقرائي نستطيع توسيع نطاق النظام نستطيع التعميم والتحصل على نتائج من دون مُخاطرة فعلية بحياة العينات والقيام بدراسة مثل التي نقوم بها حاليا.


ثار مُجددا وقال: لا تدعني 'عينة' يا أيها الحقير! أهذا كل ما أمثله لك؟ مجرد عينة؟ مجرد فأر تجارب؟


أجابه الرجل فاردا سبابته في وجهه: 'عينة' تم توضيح جميع المخاطر لها ووافقت طواعية على خوض التجربة التي ليس لها مخاطر فعلية على حياتها, نعم.


كان التسلسل في منطق الرجل واضحا ولم يجد كلاما يرد به عليه فغدا يلهث لبضعة ثوانٍ.


أكمل الرجل كلامه قائلا ببروده الغريب: تمّ إعداد التجربة بحيث لا تعلم خلالها السياق الذي تعيشه فيها فكما لاحظت كُنتَ فاقدا الذاكرة خلال التجربة ولم تستحضر الذكرى التي جعلتك تخوض التجربة فلا تكون لديك مُعطيات مسبقة خلال التجربة فتقرر النزول ولا تبقى أعلى البناء لعلمك أن ليس لنزولك جدوى فعلية, بعد استيقاظك تتذكر التجربة ولا تتذكر ما قد حصل قبلها ولكن مع مرور الوقت تعود لك ذاكرتك تدريجيا.


انتظره الرجل أن يقول شيئا ولكنه لم يقل فأكمل قائلا: التجربة التي خضتها تُمثّل في الدراسة كنقطة على رسم بياني يتم من خلالها رسم مُنحنى يوضّح العلاقة بين القدرات الجسمية والعقلية وقابليتهما للتبلور كنجاح في حل المتاهة الموضوعة على أرض الواقع في ظل مُتغير الظروف, أنت تمثل مستوى معين من القدرات العقلية والجسدية والمستويات الأخرى ممثلة بعينات أخرى وهكذا نتمكن من استكمال رسم المنحنى الذي نستطيع استقراء العلاقة من خلاله مع العديد مثل المعطيات من نشاط المخ, حجم أجزاء مُعينة من الدماغ وغيرها.


تعاظَمَ تجربته على مسألة تمثيلها كنقطة على رسم بياني فقال للرجل: نقطة؟ أهذا كل ما تحصلت عليه من هذه التجربة اللعينة اللعينة؟؟!؟


أكمل الرجل متجاهلا انفعاله مُجددا: حتى الآن لدينا ١١ نقطة من ١١ تجربة, ١٠ منها ناجحة حيث استطعت النزول بسلام وتجربة واحدة فاشلة التي خضتها للتو...


قاطعه قائلا: لحظة, هل تقصد أنني ....


قاطعه الرجل مُجاوبا سؤاله المُتوقّع: نعم, خضت ذات التجربة إحدى عشرة مرة في ظل مُتَغَيِّرِ الظروف. في أولى تجاربك كانت المتغيرات مُعدة للوضع الأقل صعوبة ١) كان الجو معتدلا ٢) كنت مرتديا ملابسا ٣) كانت العمارة أقصر ٤) لم تكن هناك سلالم على جانب العمارة ٥) لم تكن جوانب العمارة مفتوحة فاحتمالية سقوطك كانت منعدمة واستطعت حل المتاهة ببساطة والوصول للسيارة المركونة أسفل البناء. بعد تعديك لكل مستوى تم تعديل قيمة إحدى المتغيرات زائدا من صعوبة حل المتاهة.


بلغ الذهول منه مبلغه ولاحظ ذلك الرجل الذي أردف قائلا: نعم, هذه هي المرة الحادية عشرة التي أشرح لك الموضوع كاملا, نجحت في كل التجارب باستثناء الأخيرة وردّة فعلك كانت أقل حدة بعد استيقاظك في كل مرة عدا هذه المرة, للسبب الواضح وهو فشلك وصدمة الوقوع من جانب البناء.


قال بعد لحظة تفكير: لحظة إن كان هناك خمسة مستويات صعوبة فلم فمن المفترض أن المرة الأخيرة كانت التجربة رقم ٦, هل معنى ذلك أنني...


قاطعه الرجل الذي لم يبدُ أنه يعرف طريقة للحوار غير مقاطعته إياه: يتم تكرار كل تجربة لتأكيد النتائج, في حال اختلاف نتيجة التجربتين يتم اللجوء لتجربة ثالثة تَبُتُّ في المسألة وتُحدد اذا ما كان يُعتبر قادرا على تجاوز مستوى الصعوبة أم لا, أحتاج الآن لأن أُعيد توصيل الأسلاك لرأسك حتى نتمكن من تكرار التجربة وتأكيد فشلك.


انتابه الهلع فهو لا يظنّ أنه قادر على تكرار التجربة وغدا يصرخ وينتفض مُحاولا التخلص من الرباط المُحكم الذي يكبله بالسرير وبقي الرجل الذي تراجع خطوتين هادئا وقال وهو متكئ على إحدى الأجهزة: الساعة الثانية صباحا ولن يسمعك أحد, وحتى إن سمعوك فليس ثمة شيء يستطيعون القيام به وغالبا ما سيساعدونني على القيام بعملي, إن لم تدعني أقوم بتوصيل الأسلاك وبدأ التجربة فسأضطر لتخديرك.


أخذ يصرخ ويسب ويلعن وقال للرجل: سأنال منك أيها الوضيع, لن أدعك تقوم بتكرار ما فعلته لي.


أحس بالنعاس فجأة وبثقل جفنيه ولم يعد يستطيع تحريك يديه على مسمع صوت الرجل الذي كان يتحكم بالجهاز الذي كان متكئا عليه: المغذى الموصل بيدك يحتوي على مُخدر أيضا, كُنتَ لتجعل الموضوع أسهل على كلينا لو أنك تركتني أعيد توصيل الأسلاك.


زاد ثقل جفنيه وغلبه النعاس ولم يتمكن من سبّ ولعن الرجل إلا في سره.


تخدر بالكلية.


أعاد الرجل توصيل الأسلاك بهدوء غريب.


جلس الرجل خلف مكتبه في الجهة الأخرى من الغرفة والتقط شطيرة وأخذ قضمة منها ثم أخذ يضغط أزرار لوحة مفاتيح جهاز الحاسب المُتحكم.


ساد الهدوء باستثناء صوت مضغ الرجل للشطيرة وصوت كتابته على لوحة المفاتيح وصوت طنين الأجهزة المُتقطّع.


*****


فَتَح شخص ما عينيه بجفنٍ ثقيل مستيقظا من النوم.


سأل نفسه "أين أنا .. وماذا أفعلُ هنا؟"