سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

5/15/2014

منظور الحمامة

لم يدر بخلدي أنّ يومي قد يزداد قروشة بعد انتهاء ساعات الدوام الطويلة أخيرا.
 
كُنتُ أقود سيارتي في إحدى شوارع الحارة القريبة من منزلي عائدا له عندما تنبهت لحمامة كانت تقطع الشارع قُرابة 15 مترا أمام سيّارتي.
 
لم أُشغل نفسي بالأمر فالحمامة عادة ما تحثّ خُطاها لتتفادى السيارة أو تطير مبتعدة قبل وصولها إياها.
 
لم يبدُ أن الحمامة كانت لتخرج من طريق السيارة قبل وصولي إليها ولم تطر لتنجو بحياتها من مصيرها المُحتّم تحت كفرات سيارتي لو انها استمرت بفعل ما كانت تفعله واستمريت أنا بفعل ما كنت أفعله.
 
هل تظن أنها تستطيع تحمل وزن سيّارة يعادل الطنين؟ ما هو وضع هذه الحمامة الملحوسة؟؟؟؟
 
عند بقاء مترين تقريبا بيني وبينها ضربت المكابح بقوة وانحرفت بالسيارة لكي لا ينتهي بها المئال تحت كفرات سيارتي.
 
تفاديتها بالكاد.
 
توقفت على جانب الطريق وقمت بإنزال زجاجة السيّارة وصرختُ بالحمامة مُعنّفا: هيييييه! يا حمامة!
 
قامت الحمامة بتغيير مسارها لتمشي باتجاهي واقتربت مني وهي تمشي ببرود بشويش وعلى مهلها واستغرقها ذلك قُرابة الثمانية ثواني وعندما أصبحت في محيط سمعي قالت بدون اضطرارها لرفع صوتها: نعم؟ خير يالحبيب؟
 
قُلتُ للحمامة مُستغربا عدم استيعابها لعدم ملائمة ردة فعلها للموقف: ليش ما توخرين عن الشارع؟؟؟
 
ردّت الحمامة بوجه تعلوه ملامح التفاجؤ إثر هجوميتي الغير مُبررة بالنسبة لها: وش دخلك؟ شارع أبوك هو؟
 
ارتفعت نبرة صوتي وأنا أحاول شرح الموقف بوضوح للحمامة الغبية لعلها تفهم: بغيت أوطاس يالغبية! تبين تموتين؟ أصلا ليش ما تطيرين؟ عندس ذا الجنحان وقاعدة تقطعين الشارع رجلية؟ أنا لو عندي جنحان رحت لكل شي طيران حتى لو للحمام بروح أطير!
 
ردت الحمامة بنفس أسلوبها: ما لك دخل أنا وين أمشي ووين أطير! وبعدين تعال إنت ليش مِفْتِرِض إني بوخر؟ على كيفك هو؟ هل إنت متفق معي من قبل إني بأوخّر؟ ما أذكر صار بيننا اتفاق زي كذا من قبل. اصبر خلني أشوف دفتر مواعيدي أتأكد إن ما صار بيننا اجتماع واتفاق زي كذا من قبل.
 
قامت الحمامة بإخراج دفتر مواعيدها مطقطقة على رأسي ولبست نظاراتها وتفحصت الدفتر على مهلها بينما لا أعلم لماذا قُمتُ بمحاولة استراق النظر لدفتر مواعيدها لعل يكون هناك اتفاقا قديما بيني وبينها ينصر موقفي, أو ربما كان فضولا مني لأستطلع عن نوعية مواعيد هذه الحمامة غريبة الأطوار!
 
أردفت الحمامة بعد قرابة ستة ثوانٍ من التظاهر بتفحص دفتر المواعيد: لا ما أشوف صار بيننا اتفاق من قبل إني أنا اللي مفروض أوخر من الشارع في حال إنت جيت بالسيّارة وأنا قاعدة أقطع الشارع سو يو كن قو فك يورسلف يعني.
 
ضقت ذرعا ووصّلت معي من الحمامة الغبية الغير مُتفهمة لمن هو سيد الموقف هنا فقلت لها مُزبدا: على تراب, ليتني ما وخرت ودعستس عشان تعرفين إن الهياط ما ينفع.
 
لم أعلم لمَ قُلتُ ذلك فلو أنني دعستها وماتت لما علمت أن الهياط لا ينفع ولكن مستوى المُحادثة لم يكن أرستقراطيا ومنطقيا على أية حال.
 
ردّت الحمامة غير محاولة إستنقاذ ما يمكن إنقاذه من العلاقات الدبلوماسية بيننا: أقول رح انقلع مبسوط بسيارتك وقاعد تهايط على خلق الله. أصلا ما تقدر تطير, رح اذلف أبلشتنا بس.
 
رددت عليها مُحاولا مجادلتها بنفس مستوى منطقها: أقدر أشتري تذكرة طيارة يا بقرة هههههه.
 
لم أترك مجالا للحمامة الملسونة لترد علي مُجددا إذ قمت بدعس كداسة الوقود بقوة وأصدرت السيارة صوت صرير ناتج عن زحلقة الكفر على الاسفلت نتيجة لسرعة دوران الكفرات وعدم جدوى معامل الاحتكاك في مهمة منع الكفرات من الزحلقة على الأرض لهذه المستوى من سرعة الدوران وصدر دخان قام بتغبيش المشهد وشاهدتُ الدخان في مرآة السيارة الخلفية الذي لم أعد أرى إثره الحمامة وأخذتُ بالضحك بهستيرية لأني حظيت بالكلمة الأخيرة في الموقف.
 
فجأة, ظهرت الحمامة طائرة من قلب الدُخان وهي تطير وترتفع وتتعداني طائرة فوق سيّارتي وقضت حاجتها على زجاجتي الأمامية وطارت بينما صدى ضحكاتها يتردد في المُحيط أخيرا وكثيرا.
 
حَظِيَتْ بالكلمة - إن صحت الاستعارة - بعد الأخيرة في الموقف, ذات بتش!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق