سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

6/29/2013

الحي المشبوه

لقد أطلت المكوث في هذا المكان

لا أعلم كم مرّ من الوقت وأنا متخبأة في هذا الحي المشبوه

لقد أتى سنجوب الآخر منذ قليل ووقف في الشارع كالصعلوك

ماذا ينتظر يا تُرى؟

!لحظة

إنه ينظر في اتجاهي

هل فَطِنَ لوجودي؟

إنه لا يزالُ ينظر

لا بدُ أنه انتبه لوجودي

يا إلهي

ماذا أفعل؟

دقيقة

لقد صرف نظره في اتجاه آخر

إنه يَهُفُّ نحلة

ههههه

لعله نَسِيَ أمري

لقد ابتعدت النحلة على ما يبدو

إنه يقوم الآن بملاحقة ذيله

يَا لَهُ مِنْ غبي

يبدو أنه كان ينتظر القندس الذي وصلَ للتو لموعدهم المشؤوم

لقد قاما بأداء السلام على الطريقة البقس-يديّة كما يفعل الأوغاد

إنهم يتبادلون بضاعة ونقودا

أكادُ أجزم أنها حشيش مُخدر فالجميع يعلم أن سنجوب الآخر يتعاطى الحشيش

انظري إليهم وهم يقومون بإجراء الصفقة

يَا لَهُمْ مِنْ دِشِيْر

لا أعتقد أنهم كانا ليقوموا بالصفقة لو أنهما علما بوجودي في محيط تسمح لي حواسّي فيه بإدراك ما يجري

لقد تبادلا البضاعة وانصرف كلُُ منهم في سبيله

حمدََا لله فقد عمّ الهدوء المكان مُجددا

في الحقيقة لستُ أرتاح للهدوء فهو دائما ما يسبق العاصفة ويالكثرة العواصف في هذا المكان

إن الهدوء لا يزال يعمّ المكان

حسنًا , إن الوضع آكوورد بعض الشيء فقد بدأت بالارتباك من طيلة الهدوء

 قد تعتقدين أن ذلك مؤشر جيد ولكني أعلم أن كل ما طال الهدوء كلما كانت المصيبة التاليةُ أعظم

أحيانا أحسُّ أن الهدوء هو مُصيبة في حدّ ذاتها

بمناسبة الحديث عن المصائب , ها هي المصيبة

إنني أرى دجاجة تمشي في ممر المشاة

إنها تهمُّ بقطع الشارع

لماذا يا تُرى قطعت الشارع؟

ٍما هو السبب الذي من الممكن أن يكون بحوزة الدجاجة حتى تقوم بــفعلٍ عميق مثل قطع الشارع؟

أيةُ مصيبةٍ تُخبئها هذه الدجاجة؟

لعلها قاتلة مُتسلسلة في طريقها لقتل وتقطيع جسد ضحيتها التالية

أو ربما قد قتلت وقطّعت جثة ضحيتها وتخلصت منها وهي في طريقها إلى بيتها لتنال قسطا من الراحة بعد هذا العمل الشاقّ

كلُّ الاحتمالات واردة

إنها تبتعد

إلى أين تذهبُ يا تُرى؟

إنها تخرجُ مِن مرمى بصري

لمْ تفعل شيئا

أعتقد أنني ربما ظلمتها فربما كانت في طريقها لأداء عمل تطوعي أو شيء من هذا القبيل

لا يُهم

انتظري لحظة

إنني أرى بومة تطير بطريقة غريبة وهي تدخل في مُحيطِ نظري

أعتقد أنها تهمّ بالهبوط لعلها دائخة

لا

لا أعتقد

هي غالبا ما تتعاطى مادة الميثامفاتامين المُخدرة فهي تُعاني من كل الأعراض الجانبية لتلك المادة

اتساع حدقتي العينين , فرط النشاط , الدوخة , الارتعاش , الإسهال

في الحقيقة لا أعلم إن كانت تُعاني من الإسهال ولكنني سأفترض جُرمها حتى يثبت لي عكس ذلك

ماذا عساها تُريد؟

ياللهول! لقد جذبت البومةُ كل انتباهي ولم أنتبه للقرد الذي يمشي باستعجال من الجهة الأخرى في اتجاهها للنقطة التي ستهبط بها البومة إلى الأرض

ماذا عساهُ يريدُ منها؟

آآآآعععع لقد طعن القردُ البومةَ بسكين كان يستله

مالذي يحدث؟

إن القرد يهرب من مسرح الجريمة

ماذا أفعل؟

لا أعتقد أنّ بإمكاني فعل شيء , وبخلاف ذلك من يهتم؟

لقد كانت البومة مدمنة للمخدرات , فلعل القرد أراحها من حياتها البائسة الخائسة

ما هذا الصوت؟

إنه نعيقُ غُراب يُحلق في السماء

كيفُ يمكن للسماء أن تَسِع أُفُقا بديعا أياما وغرابا كريها أياما أُخرى؟

لقد انصرف الغراب المُزعج وعمّ الهدوء المزعجُ أرجاء المكانِ مرة أخرى

لستُ أعلم أيهما أتلفُ للأعصاب , أنعيقُ الغُرابِ المُزعج أم بقاء جثة البومة على الأرض؟

بمناسبة الحديث عن جثة البومة , إنّ بقائها على الأرض يقضّ مضجعي

ياللهول

أين جثة البومة التي طعنها القرد مُنذُ قليل؟

هل تبخرت في السماء!!؟؟

مالذي يحدث؟

إنني أرى فأرين ذوي عضلات يمشيان باتجاهي وقد اعتلت وجهيهما مشاعر الغضب

ليس هذا وقته

أين جثة البومة؟؟؟

لا ريب أن الفأرين سيقومان بتكفيخي

آآه

آآآآآه

آآآآآآآآآه

* * * * *


كان الفأر الكبير يمشي مع الفأر الصغير على رصيف المشاة في أحد الأحياء الراقية في مدينة الحيوانات عندما قال الفأر الكبير للفأر الصغير مربتا على كتفه ومشيرا إلى الجهة الأخرى من الشارع: شوف هناك , فيه فار منسدح تحت كرسي الباص قاعد يطالع فينا

فقال الفأر الصغير: ايه هذا 'الفأر المتشرد' , مدمن مخدرات والظاهر أفيون , الرجّال مهلوس , كان كويس بس صار يخاوي رفقاء سوء ودِشَر

فقال الفأر الكبير بحزن: الله لا يبلانا ياخي , شرايك نروح نساعده ناخذه لمستشفى ولا شي؟

فقال الفأر الصغير: والله تسوّي فيه خير الصراحة

فذهب الفأر الكبير والفأر الصغير وساعدا الفأر المتشرد لينهض وأعاناه على الذهاب لمشفى إعادة التأهيل حيث يستطيع معالجة إدمانه وإكمال البحث عن جثة البومة المفقودة

6/22/2013

أسرار أمنيّة


كانت البقرة في المستشفى من أجل القيام بفحص دوري وكانت تنتظر في غرفة الفحص بتوتّر حتى دخل عليها الطبيب الضفدع فألقى عليها التحية وسألها: أخبرتني الممرضة الأرنوبة أنك رفضتي أن تقومَ بقياس وزنك , لماذا يا تُرى؟

فردّت البقرة بابتسامة مستنكرة: يؤ!! ترى عيب تسأل الحرمة عن وزنها , أستحي أقول لك الصراحة

فنظر إليها الضفدع باستغراب ثم هز كتفيه للإعراب عن لا مبالاته وقام بالكتابة في ملف البقرة ثم قال وهو لا يزال يكتب: أرى هنا أنكِ وضعتي السابع من مارس في خانة تاريخ الميلاد , ماذا كانت السنة؟

 فقالت البقرة مُتضايقة من سؤال الطبيب الضفدع: أنت توك طالع من بيضة ضفادع؟ عيب تسأل الحرمة عن وزنها أو عمرها أو طولها أو أي شي

فتوقف الضفدع عن الكتابة لوهلة ثم أكمل الكتابة بينما انعقد حاجبي البقرة وقالت: وش تكتب؟

فقال الضفدع من دون أن يرفع عينيه: عيب تسألين الدكتور وش يكتب

فقالت البقرة: ….. والله؟

فتوقف الضفدع عن الكتابة ورفع عينيه إليها وقاللا , ليسَ عيبا , ولكن للمعلومية في حال لم تخبريني كم وزنك أو عمرك سأضطر لافتراض أسوأ الاحتمالات على سبيل الاحتياط في مسألة التشخيص الطبي

 فقالت البقرة بحزن واستسلام: يوووه طيب خلاص بقول لك بس احلف انك ما تعلم أحد

فاضطر الضفدع للقيام بالقسم أنه لن يفصح عمر أو وزن البقرة رغم أن القسم الذي قام به بعد انتهائه من دراسة الطب كان كفيلا لضمان البقرة بعدم تسرب معلوماتها الشخصية وبعدها قالت البقرة: طيب عطني إذنك

فانحنى الضفدع لتقوم البقرة بإخباره في أذنه وبعدها اعتدل الضفدع وقالت البقرة مُدافعة عن نفسها: .. بس تفهّم موقفي ياخي , تراهم يوكلوني أكل واجد عشان أسمن وأطلع دبّا وبعدين الحمل والولادة تسمن بعد وأنا كل شوي حاملة ووالدة عشان يبون الحليب ولا أنا منب أحب الكب كيك ولا الــ

فقاطعها الضفدع قائلا: أختي , أختي , وزنك يقع في محيط الوزن المقبول للبقر , لا داعي للتحرُّج من وزنك

فقالت البقرة وقد أطلت ملامح البهجة على وجهها: صدق؟

فقال الضفدع: إي نعم

فاستهلت البقرة وقامَ الضفدع بإنهاء باقي مهام الفحص الطبي وبعد خروج البقرة قال الضفدعُ مُخَاطِبَا نفسه: أشوى إنها ما وزنت على ميزاننا ولا كان اضطرينا نشتري ميزان جديد

وذهبَ الضفدعُ ليأخذ ملف المريض التالي مُقْتَنِعَا في قرارة عقله أنّ إخبار الحقيقة ليس شيئا نبيلا بالضرورة

6/09/2013

السِيَاق السنجوبي


كانَ سنجوب يجمع الجوز مع سنجوب الآخر استعدادا لفصل الشتاء ولم يكن سنجوب مؤيدا لاختيار سنجوب الآخر للشجرة التي يقفان عليها فقال سنجوب مُنفسا عن تضايقه: ياخي وشذا الشجرة الخايسة , ما فيها ولا جوزة

فردّ سنجوب الآخر: شكلنا تأخرنا شوي وباقي السناجب أخذوا كل شي

فقال سنجوب مُجددا معارضته للموضع من أصله: أصلا مدري ليش ما نطلب جوز من أمازون زي بقية السناجب المُتحضرة

فقال سنجوب الآخر: ياخي وشذا الكسل؟ وين المُحافظة على العادات والتقاليد؟ 

فقال سنجوب مُدافعا عن رأيه: ياخي العادات والتقاليد مش غاية في حد ذاتها , يعني الهدف من جمع الجوز هو أن يكون الجوز في حوزتك فإذا كنت تقدر تحقق هذا الهدف بطريقة أكثر فعالية من التقليدية فمن الغباء أن تتبع العادات والتقاليد

 فقال سنجوب الآخر: لا ياخي طقوس العادات والتقاليد شي من المُفترض اننا جميعا نعيشه عشان نفهم السِيَاق اللي يربط بين الماضي والحاضر ونقدر النعمة اللي عندنا

فقال سنجوب: وشلون نقدر النعمة اللي عندنا إذا ما نستخدمها أصلا؟ وبعدين ممارسة العادات والتقاليد المفروض تحدث في سياق تسمح لك فيه الظروف , مو إذا كنت مشغول ووراك مليون شغلة

فقال سنجوب الآخر مُستهترا: وش عنده المشغول؟ ترى ما عندك إلا ذا البلوق اللي تعبان عليه ومحد يقراه ومشغلنا , وبعدين لا تستخدم كلمة 'سياق' عشان توني مستخدمها وتسوي لي فيها مُثقّف وتستخدم كلمات صعبة

فقال سنجوب يائسا: ياخي أنت أكبر مثال على الغباء الذي لا أمل له

فقال سنجوب الآخر: غلط عليك , الفيل حيوان كبير وغبي فبالتالي هو 'أكبر' مثال على الغباء , أنا مُجرد مثال صغير على الغباء

فسَكَتَ سنجوب مُميزا أن النقاش عقيم ولا فائدة من الاسترسال فيه وقال سنجوب الآخر: وشرايك نروح شجرة ثانية

فقال سنجوب ممتعضا ومُحاولا دفع هذه القصة للأمام: يالله مشينا

فنزل سنجوب وسنجوب الآخر من الشجرة ومشيا لحيثُ رَكَنَا سيارة سنجوب الآخر وعندما كان سنجوب يقف بباب الراكب مُنتظرا أن يفتح سنجوب الآخر الباب سمع صوت سنجوب الآخر يقول بارتباك: آآعععع ..

فقال سنجوب مستفهما: وشفيك؟

فقال سنجوب الآخر: مدري وين حطّيت المفتاح!

فقال سنجوب باستغراب: ضيعته؟ أكيد كان معك يوم وصلنا هنا وما كملنا عشر دقايق يعني وين راح؟

فقال سنجوب الآخر: مدري بس أكيد قريب هنا , خلنا نفترق وندوّر

فافترق السنجوبان وقاما بمسح المكان بحثا عن المفتاح وبعد بضعة دقائق من البحث الشاق عادا ليجتمعان عند السيّارة وقال سنجوب لاهثا: هاه؟ لقيت شي؟؟ 

فقال سنجوب الآخر مُستهلا وبابتسامة عريضة: ايه! لقيت جوزة!

فقال سنجوب مُتضايقا: لا يا غبي! لقيت المفتاح؟؟ وش نسوي بالجوزة نتصور معها؟

فقال سنجوب الآخر: والله ما كنت أدري انك تبي تتصور معها لأني صورتها وحطيتها في الانستقرام لو كنت أدري انك تبي تتصور معها كان صبرت بس ما دريت والله

فقام سنجوب بدفن وجهه في راحته وقد ز*ـت معه من غباء سنجوب الآخر وبعد عدة لحظات من التساؤل لمَ هو صديق سنجوب الآخر من الأساس ومَا هِيَ اللحظة المُحددة التي اتخذ فيها قرارا خاطئا في سِيَاق حياته حتّى أدى به ذلك القرار للانتهاء في هذا الموقف البائخ مع سنجوب الآخر وبعد التغلّب على مشاعره استجمع سنجوب ما تبقى من أعصابه وقال: طيب ما عندك سپير؟ (مفتاح احتياطي)

فقال سنجوب الآخر: إلا والله! بس حاطّه في شجرتنا! فقال سنجوب: طيب ممتاز! خل نكلم واحد من العيال عشان يجيبه لنا! فقال سنجوب الآخر: والله فكرة ممتازة

 وساد الصمت للحظة قال بعدها سنجوب الآخر: بس ياخي فيه مشكلة بسيطة

فقال سنجوب: وشي؟

فقال سنجوب الآخر: شجرتنا مقفلة

فقال سنجوب وقد بدأ ينفذ صبره: ووين المفتاح؟

فقال سنجوب الآخر: المفتاح في السيارة والسيارة مقفولة والمفتاح ضايع والنجار يبغى فلوس

وسكت سنجوب الآخر لوهلة وهو يتطلع لوجه سنجوب منتظرا أن يضحك سنجوب على نُكتته السامجة ولكن سنجوب لم يضحك فأردفَ سنجوب الآخر: ههههه فهمتها؟ النجار يبغى فلوس والفلوس عند العروس ههههه

فصرخَ سنجوب ملء رئتيه: آآآآآآآآآآآآآعععععع , وشلون أنت بارد كذا ياخي؟ , وليش مخلي مفاتيح البيت في السياااااارة؟

فقال سنجوب الآخر مُوضِّحا: عشان لو مثلا ضيعت مفتاح السيارة ما تضيع مفاتيح البيت بعد! وشرايك فيني؟ ذكي صح؟

فنظر إليه سنجوب وقدا بدأ وجهه يحتقن  بالدم ومشاعر الغضب تختلج في جوفه  بينما كان سنجوب الآخر يتطلع إليه بوجه خال من المشاعر وفجأة أخرج سنجوب مُسدسأ من جيبه وقام بتوجيهه إلى سنجوب الآخر وأطلق رصاصة استقرت في مُنتصف جبهته فأودت به في مقتل وفاحت رائحة الموت في أرجاء المكان