سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

5/30/2014

أكاديمية الكوميديا

يوم الاثنين:

كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرا والجو لطيف جدا عندما كانت البطة تمشي مع رفيق دربها الخروف على أرصفة المُشاة في شوارع داونتاون مدينة الحيوانات الغير مزدحمة.

رأيا سيارة أجرة تقف على بعد قرابة 30 مترا أمامهم ينزل ضفدع منها وهو ممسك بحقيبة كتف ويرتدي قبعة مقلوبة ويمشي مستعجلا لمدخلا في عمارة.


بطبيعة الحال, تأجّج فضول البطة والخروف ونظرا إلى بعضهما نظرة وكأنّ كليهما يأمل أن يطلعه الآخر عن "ما هيّة السالفة؟".

عندما اقتربا بجانب المدخل تنبها ليافطة بجانب المدخل مكتوب عليها "كلاس أساسيّات الكوميديا: التسجيل مفتوح".

سألت البطة الخروف: كواك وشو يعني كوميديا؟

وردّ الخروف هازّا كتفيه: مآآآآء أعرف والله, يمكن زي الطبخة ولّا كذا.

تنبها عندها لسنجوب الماشي من خلفهم وهو يقول مقتحما المُحادثة: كوميديا يعني القدرة على جعل الناس يضحكون.


لم يتوقف سنجوب الذي كان يعتنق حقيبة كتف أيضا ويبدو أنه متوجه لذات الكلاس.


قرّرا البطة والخروف بعد تبادلهما إحدى نظراتهما العديدة الفارغة المعنى والمضمون أن يلحقا بسنجوب لكي يستطلعا عن طبيعة السالفة وما هيّة هذه الكوميديا التي يبدو أن الجميع مهتم بأمرها, دخلا خلف سنجوب وصعدا الدرج ومشيا خلال ممر طويل تابعين سنجوب حتى وصلا لعند القاعة التي دخلها سنجوب ودخلا خلفه.

كان البرفسور العنز المُلتحي معتليا المنصة في القاعة التي كانت على شكل مُدرج وصوته يلعلع على مسمع الجميع عندما وَلَجَا البطة والخروف مع الباب الخلفي وجلسا في منتصف القاعة تقريبا.

"خُلاصة الموضوع يا رفاق أنّ الكوميديا تعتمد بشكل رئيسي على قدرتك على توظيف عامل المفاجأة لصالحك عن طريق أخذ الأفكار المتسلسلة في اتجاه غير مُتوقع وعندما تتمكن من ذلك يكون باستطاعتك سحب البساط من تحت الجمهور وانتزاع ضحكاتهم بغض النظر عن القالب الذي تقدَّم من خلاله هذه الكوميديا"

نظر البروفسور العنز إلى ساعته ثم قال "أعتقد أنه وقت المُحاضرة قد انتهى اليوم نراكم الأسبوع القادم"

انصرف الطلاب ولم يعلم البرفسور العنز أنه قد زرع بذرة مصائب في عقلي البطّة والخروف.

*****

يوم الثلاثاء:

كان البرفسور العنز يركض على رصيف المُشاة في ساعة الصباح الأولى ممارسا روتينه الرياضي اليومي واضعا سماعات الآيبود في أذنيه.

لاحظ البرفسور غوريلا كبيرة الحجم كانت تتطلع إليه وترتدي ملابس عمال البناء وخوذة على جانب الرصيف بجانب حفرية بالشارع.

لم يعرها الكثير من اهتمامه فقد رجّح أن وجودها كان أمرا اعتباطيا عشوائيا ليس له ثمة سبب واضح محدد ككل الأشياء في هذه الحياة.

عندما اقترب منها وأصبحت المسافة بينهما أقل ما يمكن التفتت له الغوريلا فجأة وصفعته كفا جامدا بحركة سريعة.

لم يستطع الدفاع عن نفسه لسرعة حدوث كل شيء.

خرّ العنز صريعا على الأرض فاقدا الوعي.


*****

استيقظ البرفسور العنز ورأى بضعة عصافير تطير فوق رأسه. قام العنز بهشهم وعندما ابتعدوا رأى وجوه بطة وخروف وغوريلا ينظرون إليه.

قالت البطة: كواااااااك (ترجمة: ههههههه) وشرايك بس؟

قال البرفسور بوجه لا تزال عليه آثار الصفعة وهو لا يزال منسدحا: وشو وش السالفة؟

قال الخروف مُوضحا: مآآآآء فاجأناك؟ كوميديا! اضحك يالله

قال البرفسور العنز الذي اعتدل جالسا: وشو كوميديته؟

قال الخروف: مآآآآء قلت انت إن الكوميديا مفاجأة وإذا قدرت تفاجئ الناس ضحكتهم؟ قلنا للغوريلا تفاجئك وتصفقك كف جامد

ثم التفت الخروف للبطة وقال: مآآآآهوب المفروض إنه يضحك الحين؟ شالسالفة؟

قاطعه العنز الغاضب: يا دلوخ مب كذا المفاجأة, المفترض يكون فيه سياق أحداث مُتوقع وسياق أحداث مُغاير والفرق بينهم يُولّد الضحك, الهدف توليد الضحكة تلقائيا كردة فعل.

قال الخروف مستفسرا: طيب مآآآء هي المشكلة؟

وردّ العنزُ مزبدا: انتم أفقدتوني الوعي يعني ما أعطيتوني فرصة لتحليل الوضع وإني أضحك.

نهض البرفسور العنز مُزمجرا "يصفقون الواحد كف ويبونه يضحك, لابوكم لابو آبوكم على كوميديتكم" وانصرف تاركا الغوريلا والبطة والخروف خلفه وهم يعطونه إحدى نظراتهم العميقة المستغربة عدم تقديره لكوميديا الموقف التي ظنوا أنهم أبدعوا في خلقها.

*****

يوم الأربعاء:

كان البرفسور العنز جالسا على مكتبه في جامعة مدينة الحيوانات بعد قضائه من إعطائه آخر مُحاضراته لذلك اليوم.

اعتدل جالسا واضعا يديه داخل جوانب المقعد وهو ينظر بشرود لسطح مكتبه الغير مرتب مُحاولا جمع أفكاره وترتيبها.

اشتمّ رائحة غريبة لم يستطع تحديد مصدرها بسهولة. لا يُهم ذلك الآن فلديه العديد من المهام التي يتوجب عليه القيام بها.

فتح درج مكتبه وقام بوضع يده داخل الدرج ليأخذ دبّاسة بينما كانتا عيناه باقيتين على سطح المكتب.

أحسّ بشعور غريب ينتابه فنظر إلى الدرج فوجد يده مغروسة في مائع شبه متجمد.

"آآآآآآآهـ"

حاول انتزاع يده من الدُرج ولكن يبدو أن المائع كان صمغا من النوع الذي يتجمد بمجرد ملامسته للأجسام الغير متجانسة مع كينونته.

*****

*بعد ١٥ دقيقة*

وقفت البطة والخروف خلف المكتب بينما كانت حيوانات الدفاع المدني يحاولن تخليص البرفسور العنز من الصمغ الدائم الذي وضعاه البطة والخروف في الدرج كنوع من الكوميديا.

قالت البطة: كواك والله معليش يا دكتور حنا لاحظنا إنك ما تطالع في الدرج إذا جيت تاخذ منه أشياء قلنا نطبّق الكوميديا وفي نفس الوقت ما نفقدك الوعي عشان تقدر تحلل الموقف

لم يقل البرفسور العنز شيئا وهو واضع وجهه في راحته الغير مُصمغة على طريقة الفيس بولم وأتبع الخروف: مآآآء توقعنا إنك بتزعل والله يا حضرة الديناصور

وقالت البطة مصححة للخروف: كواك اسمه بير في السور مب ديناصور

وصححهما القرد العامل في الدفاع المدني وهو يُحاول تخليص يد البرفسور عن طريق قص الصمغ من حولها بمنشار تجهيزا لنقله إلى عيادة تجميل: اسمه موب بير في السور; برفسور يا ملاحيس, ممكن تتفضلون برى عشان نشوف شغلنا؟

خرجا البطة والخروف مطأطئين رؤوسهما وهم غير مستوعبين فشل جهودهما في خلق كوميديا تُبهر البرفسور العنز.

*****

يوم الخميس:

وقف البرفسور العنز في مستودعٍ مُلحق أعلى بيته.

كانت يده لا تزال مضمدة بعدما قام طبيب التجميل بقيامه كل ما يستطيع القيام به من أجل إزالة الصمغ الدائم الذي وضعاه البطّة والخروف في درجه.

يهمّ بالبحث عن بعض الأوراق القديمة التي طلبتها منه الجامعة لسبب غير واضح.

لم يسبق لمكتب "العلاقات العامة" أن اتصل به قبل الآن. في الحقيقة لم يكن يعلم بوجود المكتب أصلا.

عطس بضعة مرات نظرا لوجود بعض الغُبار في هواء المستودع.

لاحظ جسما غريبا على شكل حقيبة معدنية لامعة لم يظن أنه قد وضعها هُنا ولا يوجد عليها غُبار كباقي مُحتويات الغرفة.

استرعت الحقيبة انتباهه فرفعها وفتحها ووجد فيها قنبلة موقوتة عليها ساعة الكترونية عليها أصفار في كل خاناتها.

"وت ذا فك؟" قال البرفسور لنفسه.

لمس القنبلة مُحاولا التعرف على هويتها أكثر ومحاولا فهم معنى الأصفار على الساعة الالكترونية للقنبلة.

بمجرد مُلامسته للقنبلة اختفت الأصفار للحظة ثم بدأت الساعة تعد تنازليا من 30 معطية إياه 30 ثانية للهرب أو لفك القنبلة.

انتابه الهلع وسرت رعشة في جسده ولكنه حاول التحكم بأعصابه.

قدّر من حجم القنبلة أن مداها غالبا ما سيصل أي مكان يستطيع الهرب له خلال ٣٠ ثانية فحاول أن يُعطل القنبلة عن طريق قطع السلك المُناسب.

حاول تذكر كل ما قد يمكنه تذكره من قراءاته السابقة ومشاهدته للأفلام الوثائقية وأفلام الآكشن مُحاولا تحديد السلك الذي لو قطع لتعطلت القنبلة ولم تنفجر.

الثواني تمر بسرعة.

عندما بقيت قُرابة العشرة ثوانٍ قرر البرفسور العنز أن يفصل سلكا رجّح أنه غالبا ما يكون السلك الذي يعطل القنبلة فانتظاره حتى تنقضي العشرة ثوانٍ موتٌ محتّم.

فصل البرفسور العنز السلك.

كان السلك الخطأ.

انفجرت القنبلة.

*****

وقفا البطة والخروف على تلة تُطل على أفق بديع قُبيل الغروب.

كانا ينظران باتجاه الريف على أطراف المدينة مستمتعين بالمنظر البديع والصمت اللذيذ, أو هكذا بدا لمن قد يراهما.

بعد مرور بضعة دقائق دوى صوت انفجار من أحد البيوت التي كانت تطل عليها التلة التي كانا ينظران إليها وطارت شعلة كبيرة وعلا الدُخان.

قالت البطة متسائلة للخروف: كواك تتوقع إنه ضحك قبل ما تنفجر القنبلة؟

قال الخروف رادا على سؤال البطة: مآآآآء أتوقع إنه مآآآآء يضحك, وفّينا بكل شروط الكوميديا على مآآآآء أظن.

وأتبعت البطة موافقة إياه: كواك فعلا, كان فيه سياق متوقع, إنه يطلع الأوراق اللي طلبناها منه لما تظاهرنا إننا مكتب العلاقات العامة في الجامعة, وسياق مُغاير صنعناه بأنفسنا, بوضعنا القنبلة في المستودع, وعطيناه مُهلة ثلاثين ثانية لأنه يحلل الموقف ويضحك عالكوميديا.

ثم استدارا البطة والخروف منصرفين وبدا كأنهما يمشيان باتجاه شمس الغروب والخروف يقول: أتوقع أكيد أكيد إنه ضحك, صعبة مآآآآء يضحك يعني ههههههههه.

اختفت أصواتهما تدريجيا بابتعادهما.

وسرت رائحة الكوميديا في أرجاء المكان....

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف6/24/2014 12:09 ص

    هههههههههههههههههههههههههه
    مستحيلين هالأغبياء xD
    و مخك كمان مستحيل ههههه
    استمتعت بالقراءة ♥

    ردحذف