سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

12/31/2013

ذاكرة الذُّبابة



معلومة: الذبابة تستطيع تذكّر الأشياء خلال التي حصلت خلال آخر ~5 ثواني فقط. 
 
كانت الذبُابة تطير فِي مُحيطها الذي وُجِدَت به مُحدثة أزيزا مُزعجا ولكنه كانَ منخفض التردد في الوقتِ ذاته فلا يسمعه إلا من كان في مُحيط الذُبابة القريب.
 
حطّت الذبابة على سطح أملس.
 
ما هذا؟ (تقصد السطح)
 
لا يُهم.
 
مدّت الذبابة ذراعيها وفركتهما ببعضهما وكأنما كانت تتيمم في غياب الماء.
 
لم يستغرقها ذلك 6 ثوانٍ.
 
تحتاجُ لأن تطير فهي تظنّ أن جلوسها على هذا السطح الأملس قد طال.
 
"كثرة الجلوس غيرُ صحيّة" تمتمتِ الذُبابة لنفسها.
 
طارت الذُبابة مُجددا.
 
تحتاجُ لأن تشتري بعض مقاضي البيت.
 
في الحقيقة هي لا تتذكر إن كان فعلا يتوجب عليها فعلُ ذلك ولكن يتوجّب عليها ابتكار التفاصيل الصغيرة لحياة طبيعية لكي لا تُصاب بالجنون جرّاء ذاكرتها القصيرة.
 
ليست متأكدة حتّى إن كان لديها بيت.
 
لم تكن الذبابة في مزاج يسمح لها بشراء المقاضي.
 
"لا مشكلة" قالت الذبابة لنفسها.
 
"إن لم أكن أريد فعل شيء أُخبرُ نفسي أنني سأفعله الدقيقة القادمة. سأنسى وسَتُحَلُّ المُشكلة."
 
بالرغم من ذاكرة الذبابة القصيرة فلديها القدرة على ابتكار الحلول العملية لمشاكل اختلقتها أساسا.
 
رأت الذُبابة ذُبابة أخرى تطير بجوارها.
 
"هلاااا والله" قالت الذبابة.
 
ردّت الذُبابة الأخرى: "هلاااااا من زمان عنس يختي"
 
في الحقيقة, كانَ لقائهما الأخير قبل سبعة وعشرين ثانية.
 
لم تكونا حتّى متأكدتين من أنهما تعرفان بعضهما.
 
كل الذُباب يتظاهر بأنه يعرف بعضه.
 
التسليك مُتورّث لدى الذُباب.
 
"خل نطير مع بعض" قالت الذبابة.
 
وافقتها الذُبابة الأخرى وطارتا مع بعضهما البعض.
 
حلّقتا الذبابتان مع بعضهم وقاما باستعراض جوّي تشقلبتا خلاله بضعة مرات.
 
خلال الاستعراض, كانتا الذُبابتان يطيران بسرعة باتجاه بعضهما وعند اقترابهما من بعضهما يضربان أيديهما ببعض على طريقة الهاي فايف.
 
قامتا بفعل ذلك مرتين ثُمّ خلال المرة الثالثة, نَسَتِ الذُبابة أنها يتوجب عليها رفع يديها وخبطتها الذُبابة الأخرى على جبهتها من غير قصد.
 
داخت الذُبابة وحطت على سطح خشن وحطّت معها الذبابة الأخرى.
 
"هيه هيه هيه خير؟؟؟؟؟" صرخت الذُبابة بالذُبابة الأخرى.
 
قالت الذٌبابة الأخرى "معليش والله توقعت انس بترفعين يدس"
 
تجهّم وجه الذُبابة إثرَ ضرب الذُبابة الأخرى جبهتها وقامت بالتفكير إن كان يجدر بها السماح للذبابة الأخرى أم لا.
 
طالت مُدة تفكيرها.
 
لقد نَسِيَت.
 
تنبّهت الذُبابة فجأة لوجود الذُبابة الأخرى.
 
"هلااا والله" قالت الذُبابة للذبابة الأخرى.
 
ردّت الذُبابة الأخرى وقد تنبّهت هي الأخرى لوجود الذبابة: "هلااااا يختي من زمان عنس"
 
"تبين نطير مع بعض؟" قالت الذبابة.
 
هزّت الذُبابة الأخرى رأسها مُوافقة وطارتا مع بعضهما.
 
استدعا انتباههما جسمٌ له بريق جذّاب.
 
يبدو كشمس زرقاء اسطوانيّة.
 
أشارت الذبابة الأخرى للذبابة ليذهبا إليه.
 
وافقتها الذُبابة.
 
طارت الذُبابة خلف الذبابة الأخرى باتجاه الجسم اللامع.
 
اقتربتا منه.
 
سبقت الذبابة الأخرى الذبابة.
 
حطّت الذبابة الأخرى على الشيء وصرخت "آآآععاعاعاعااعااعاعععا"
 
لقد كان جهاز الإعدام الكهربائي الخاص بالذباب والحشرات الطائرة الذي صممه البشر المُجرمون.
 
ارتعدت الذبابة إثر رؤيتها مشهد إعدام صديقتها الأخرى أمام أعينها وضربت على المكابح المجازية لتخفيف سرعة طيرانها.
 
تفادت الموت بالكاد.
 
طارت الذبابة بعيدا وهي خائفة وحطّت على سطح مُتوسط الملاسة.
 
ظلت تُراقب جهاز الإعدام الكهربائي ناعية صديقتها الذبابة الأخرى.
 
يبدو كالبُركان الأزرق الشامخ من حيثُ تقف.
 
مرّت ثلاثُ ثواني.
 
"مَنْ هِيَ الذُبابة الأخرى؟" قالت الذُبابة لنفسها.
 
لم تَعُد تتذكّر.
 
"ما هذا الجسم الكبير اللامع الأزرق الجذّاب؟"
 
طارت الذُبابة لكي تتحقق من هيّة جهاز إعدام الذُباب غيرَ عالمة أنها تطيرُ لحتفها المؤكد هذه المرّة.

هناك 4 تعليقات:

  1. genius
    ������

    ردحذف
  2. حبيت القصة ..
    الفكرة غريبة جدا و المعلومة جديدة بالنبسة ليا
    عجبتني الفكرة و تسلل الاحداث لابعد درجة و الاهم من ذا كله انك بتكتب عن ذبابه !!
    مرررة رهيب
    شكرا (:

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا! من ذوقك, أخجلتي تواضعي

      حذف