سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

11/06/2013

الشورت المُلوّن

كان القرد يمشي مُتوجها للاجتماع الأسبوعي لحيوانات الغابة وقد كانَ يرتدي شورتا ربيعيا ذي لونٍ فاقع هو خليط بين البرتقالي والأحمر والأصفر والفوشي.

يبدو لمن يرى الشورت من بعيد أنه يُشعُّ ضوءا.

كان القردُ يعتبر نفسه كاشخا فالشورت من ماركة عالمية معروفة وكان قد حصل عليه بسعر مُخفض إذ كان مخصوما من سعره قرابة 70% من قيمته الأساسية وكان مقاسه مُتقنا على خصره فلم يَجِد مفرّا من شراءه.

"اللون عصري" قال القرد لنفسه, "ربما لا يعجب الكثيرين ولكنني لا أمانعه".

ببساطة, كانت إيجابيات الشورت أكثر من سلبياته.

الشي الذي كانَ من المؤكد أنه لم يتوقعه هو أن تطقطق عليه جميع الحيوانات في الاجتماع الذي وصل إليه خلال هذه اللحظات.

فور دخول القرد لساحة الحيوانات الأحرار اتجهت نحوه كل الأنظار وقال الضفدعُ بصوت جهوري مُوحدا موجة الحديث التي كانت مُشتتة قبل ذلك: ههههههه وش عنده القرد؟ قررت تطلع من الخزانة أخيرا؟ ههههههه.

فضحكت بعضُ الحيوانات على ذبّة الضفدع المبطنة المُلكعة وابتسم القرد مُحاولا تصنع التماسك أمام ذبة الضفدع.

بعدما هدأت ضحكة حاضري الاجتماع قالت البقرة: ياخي اشتهيت آيسكريم. فهمتها؟ شورتك كنه آيسكريم. هههههههه.

فضحك الجميعُ مُجددا وبقى القردُ مُبتسما وعقد حاجبيه بعض الشيء مُستغربا من تفاعل الجميع مع النكتة السامجة وقالت الزرافة الحكيمة عندما هدأ ضحكُ الجميع: الحياة مثل شورتك.

وسكتت الزرافة لوهلة تاركة الحضور يتسائلون ما وجه الشبه بين الحياة وشورت القرد حتّى أتبعت مُوضحة: كلهم يضحكون. هههههههه.

وعلا صوتُ قهقهة الحضور على نكتة الزرافة الحكيمة التي لم يكن الكثيرون يعلمون أنها ظريفة بينما بقي القردُ مبتسما ومُحافظا على أعصابه.

وقال الغوريلا (الحارس الشخصي للزرافة الحكيمة) والجميع يضحكون: معليش يا ولد عمّي, فجروا جبهتك ههههههه. مدري وش كنت تحس فيه يوم شريت ذا الشورت.

وقال الأرنب بوجه تعلوه ملامح الجدية: ياخي حرام عليك, فكّر كم جزرة قتلت عشان تقدر تلبس شورت زي كذا. هههههههه.

وقال التمساح مُكملا مُسلسل الذبّات: يبي لك تسوي تحليل كيميائي للشورت تشوف لو فيه 'عناصر مُشعّة'. هههههههه.

وقال البطريق القَرَوي الذي كان يزور الغابة وقتها للقرد: هههههه قاعدين كلهم يذبون عليك عشان شورتك يضحك. عرفت؟

فساد صمتٌ آكووردي على صدى كلمات البطريق الغبية ولم ينتهِ هذا الصمت إلا على قول النعامة: المفروض يخلونك توقف جنب الحفريات وإنت لابس هالشورت عشان الناس ينتبهون. هههههههه.

وضحك الجميع مُجددا.

كان انعقادُ حاجبي القرد يزدادُ مع كل ذبّة وفي النهاية ضَاقَ القرد ذرعا فانتظر حتّى هدأ ضحكهم وقال: الحين سؤال واحد....

وسكت القردُ لوهلة مُشبعا الحيوانات فضولا وترقبا لمعرفة سؤاله وقالَ مُشيرا باصبعه إليهم: أنتم للحين مو منتبهين إن كلكم مفاصيخ؟!؟!؟!؟!

وفرد ذراعه أمامه تاركا المكرفون الخيالي الذي كان يتظاهر أنه مُمسكٌ به مُقلدا مشاهد معارك الراپ وقال وهوَ مُميلٌ رأسه وخاطيا خطوتين للخلف:

"مونكي آوت, بتشز."

 وانصرفَ تاركا إياهم يُغطونَ عواراتهم بأيديهم وأجنحتهم ولم يحضرُ القردُ اجتماعاتهم الضعيفة بعدَ ذلك اليوم.


ولم تنتبه أنتَ للآن عزيزي القارئ الملحوس أن أكثر الحيوانات المذكورة في القصة لا تستطيع تمييز الألوان بوضوح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق