سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

8/11/2013

دراسات بريطانية


لقد كانَ يوما تقليديا في مزرعة الحيوانات عندما أخذت البقرة لقمة من التبن وأخذت تمضغها على مهل وبروقان وكأن شيئا ليس وراها ولم تُحس بالديك الذي اقترب لها وقال: مسّ البقرة بالخير.

فردّت البقرة التحية قائلة بفم ملؤه تبن: مسّ العمدة بالنور , شلونك اليوم يا عمدة؟

فقال الديك: بخير وصحة الحمد لله , انتي شلونك ووشلون اللي في بطنك؟ عسى ما تعبتي مع الحمل؟

فقالت البقرة باستحياء: ههههه الحمد لله تمام يا عمدة , بس متوحمة شوي , طبيعي يقولون.

فقال الديك: لا شك , لا شك.

وساد الصمت لوهلة أردف بعدها الديك: إذا ولدتي , على خير إن شاء الله , بتعطين البشر شوي من حليبك؟

فقالت البقرة: لا , خير إن شاء الله؟ الحليب بيرضعه وليدي الصغير , بعدين أنا قريت دراسة بريطانية عن الرضاعة الطبيعية , يقولون إنها أحسن من البودرة.

فقال الديك: ههههه لا شك , لا شك.

ثم سكتَ لوهلة أخرى أردفَ بعدها قائلا: بس ترى البشر ما قصروا معنا , يعطونا حب وتبن عشان ناكل ويسقونا موية عشان نشرب وحاطين سقف فوق روسنا فلازم نردّ لهم الجميل من وقت لآخر.

فأطرقت البقرة رأسها مفكرة وقالت: هقوتك كذا يا عمدة؟ أنا كنت ناوية أرسل لهم كرت شكر وتقدير بس دامك تشوف كذا بفكّر بالموضوع.

فقال الديك: خذي راحتك وما راح يصير إلا اللي تبينه.

فابتسمت البقرة وردّ الديك الابتسامة ومضى في سبيله خارجا من الحظيرة وبينما هو يمشي استدعى انباهه الحصان هامسا: هيه , يا عُمدة.

فالتفت الديك في اتجاهه وغَيّرَ من طريق سيره ليقترب من الحصان وقال: أهلا بالحصان.

فقال الحصان: هلا بك , سمعتك تتكلم مع البقرة وتقول لها عطي البشر حليبك , هم بياخذونه منها غصب , قاعد تطقطق عليها؟

فقال الديك: هههههه , لا , ولكن القيام بعمل ما تطوعيّا أهون بمئة مرة من القيام به مُرغما , أنا كُنت فقط أدفعها في ذلك الاتجاه.

فقال الحصان: آهااا , يعطيك العافية يا عُمدة , الله لا يحرمنا منك.

فقال الديك: بعد تسبدي والله يالحصان.

ومضى الديك في حاله ولم ينتبه الحصان أو البقرة أنّ الديك 'مُدمن لحليب البقر' وأنه قد قرأ دراسة بريطانية عن أن الحليب المحلوب من بقرة راضية بحلبها ألذّ بكثير من الحليب المحلوب من بقرة مغصوبة على حلبها , فالبعض قد يفعل الشيء الصحيح لأسباب خاطئة في بعض الأحيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق