سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

6/09/2013

السِيَاق السنجوبي


كانَ سنجوب يجمع الجوز مع سنجوب الآخر استعدادا لفصل الشتاء ولم يكن سنجوب مؤيدا لاختيار سنجوب الآخر للشجرة التي يقفان عليها فقال سنجوب مُنفسا عن تضايقه: ياخي وشذا الشجرة الخايسة , ما فيها ولا جوزة

فردّ سنجوب الآخر: شكلنا تأخرنا شوي وباقي السناجب أخذوا كل شي

فقال سنجوب مُجددا معارضته للموضع من أصله: أصلا مدري ليش ما نطلب جوز من أمازون زي بقية السناجب المُتحضرة

فقال سنجوب الآخر: ياخي وشذا الكسل؟ وين المُحافظة على العادات والتقاليد؟ 

فقال سنجوب مُدافعا عن رأيه: ياخي العادات والتقاليد مش غاية في حد ذاتها , يعني الهدف من جمع الجوز هو أن يكون الجوز في حوزتك فإذا كنت تقدر تحقق هذا الهدف بطريقة أكثر فعالية من التقليدية فمن الغباء أن تتبع العادات والتقاليد

 فقال سنجوب الآخر: لا ياخي طقوس العادات والتقاليد شي من المُفترض اننا جميعا نعيشه عشان نفهم السِيَاق اللي يربط بين الماضي والحاضر ونقدر النعمة اللي عندنا

فقال سنجوب: وشلون نقدر النعمة اللي عندنا إذا ما نستخدمها أصلا؟ وبعدين ممارسة العادات والتقاليد المفروض تحدث في سياق تسمح لك فيه الظروف , مو إذا كنت مشغول ووراك مليون شغلة

فقال سنجوب الآخر مُستهترا: وش عنده المشغول؟ ترى ما عندك إلا ذا البلوق اللي تعبان عليه ومحد يقراه ومشغلنا , وبعدين لا تستخدم كلمة 'سياق' عشان توني مستخدمها وتسوي لي فيها مُثقّف وتستخدم كلمات صعبة

فقال سنجوب يائسا: ياخي أنت أكبر مثال على الغباء الذي لا أمل له

فقال سنجوب الآخر: غلط عليك , الفيل حيوان كبير وغبي فبالتالي هو 'أكبر' مثال على الغباء , أنا مُجرد مثال صغير على الغباء

فسَكَتَ سنجوب مُميزا أن النقاش عقيم ولا فائدة من الاسترسال فيه وقال سنجوب الآخر: وشرايك نروح شجرة ثانية

فقال سنجوب ممتعضا ومُحاولا دفع هذه القصة للأمام: يالله مشينا

فنزل سنجوب وسنجوب الآخر من الشجرة ومشيا لحيثُ رَكَنَا سيارة سنجوب الآخر وعندما كان سنجوب يقف بباب الراكب مُنتظرا أن يفتح سنجوب الآخر الباب سمع صوت سنجوب الآخر يقول بارتباك: آآعععع ..

فقال سنجوب مستفهما: وشفيك؟

فقال سنجوب الآخر: مدري وين حطّيت المفتاح!

فقال سنجوب باستغراب: ضيعته؟ أكيد كان معك يوم وصلنا هنا وما كملنا عشر دقايق يعني وين راح؟

فقال سنجوب الآخر: مدري بس أكيد قريب هنا , خلنا نفترق وندوّر

فافترق السنجوبان وقاما بمسح المكان بحثا عن المفتاح وبعد بضعة دقائق من البحث الشاق عادا ليجتمعان عند السيّارة وقال سنجوب لاهثا: هاه؟ لقيت شي؟؟ 

فقال سنجوب الآخر مُستهلا وبابتسامة عريضة: ايه! لقيت جوزة!

فقال سنجوب مُتضايقا: لا يا غبي! لقيت المفتاح؟؟ وش نسوي بالجوزة نتصور معها؟

فقال سنجوب الآخر: والله ما كنت أدري انك تبي تتصور معها لأني صورتها وحطيتها في الانستقرام لو كنت أدري انك تبي تتصور معها كان صبرت بس ما دريت والله

فقام سنجوب بدفن وجهه في راحته وقد ز*ـت معه من غباء سنجوب الآخر وبعد عدة لحظات من التساؤل لمَ هو صديق سنجوب الآخر من الأساس ومَا هِيَ اللحظة المُحددة التي اتخذ فيها قرارا خاطئا في سِيَاق حياته حتّى أدى به ذلك القرار للانتهاء في هذا الموقف البائخ مع سنجوب الآخر وبعد التغلّب على مشاعره استجمع سنجوب ما تبقى من أعصابه وقال: طيب ما عندك سپير؟ (مفتاح احتياطي)

فقال سنجوب الآخر: إلا والله! بس حاطّه في شجرتنا! فقال سنجوب: طيب ممتاز! خل نكلم واحد من العيال عشان يجيبه لنا! فقال سنجوب الآخر: والله فكرة ممتازة

 وساد الصمت للحظة قال بعدها سنجوب الآخر: بس ياخي فيه مشكلة بسيطة

فقال سنجوب: وشي؟

فقال سنجوب الآخر: شجرتنا مقفلة

فقال سنجوب وقد بدأ ينفذ صبره: ووين المفتاح؟

فقال سنجوب الآخر: المفتاح في السيارة والسيارة مقفولة والمفتاح ضايع والنجار يبغى فلوس

وسكت سنجوب الآخر لوهلة وهو يتطلع لوجه سنجوب منتظرا أن يضحك سنجوب على نُكتته السامجة ولكن سنجوب لم يضحك فأردفَ سنجوب الآخر: ههههه فهمتها؟ النجار يبغى فلوس والفلوس عند العروس ههههه

فصرخَ سنجوب ملء رئتيه: آآآآآآآآآآآآآعععععع , وشلون أنت بارد كذا ياخي؟ , وليش مخلي مفاتيح البيت في السياااااارة؟

فقال سنجوب الآخر مُوضِّحا: عشان لو مثلا ضيعت مفتاح السيارة ما تضيع مفاتيح البيت بعد! وشرايك فيني؟ ذكي صح؟

فنظر إليه سنجوب وقدا بدأ وجهه يحتقن  بالدم ومشاعر الغضب تختلج في جوفه  بينما كان سنجوب الآخر يتطلع إليه بوجه خال من المشاعر وفجأة أخرج سنجوب مُسدسأ من جيبه وقام بتوجيهه إلى سنجوب الآخر وأطلق رصاصة استقرت في مُنتصف جبهته فأودت به في مقتل وفاحت رائحة الموت في أرجاء المكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق