سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

1/23/2014

الهويّة المفقودة

*أركُن سيّارتي بجانب كشك لبيع القهوة خُصّصَ لطلبات السيارات*

*صديق يأتي لأخذ الطلب*

أنا: صديق هات واحد بلاك كوفي وذ ملك.

صديق: شوقر؟

أنا: نو شوقر.

*صديق يصنع قهوتي ويُناولني إياها*

صديق: صديق أنتا سعودي؟

أنا: إيوا سعودي ليه؟

صديق: هذا نفر سعودي كلو يشرب قهوة مع شوقر.

أنا: -_-

*****

أعتقد أنني ربما أكون السعودي الوحيد الذي حافظ على بطاقة الهويّة الوطنية ولم يفقدها لمدة عشر سنوات.

ربّما كانَ ذلك سببا في حدّ ذاته للتشكيك في هويّتي الوطنية.

أصدرتها فور بلوغي الخامسة عشرة وكان تاريخ صلاحيتها ساريا لعشرة سنوات من إصدارها.

كان معنى ذلك أنني سأبلغ الخامسة والعشرين وكلما حاول أحد مُطابقة الصورة, سيعطيني رأيه عن تغير ملامحي ونضوجي والملاحظة الخطيرة النبيهة أن في وجهي لحية الآن لم تكن موجودة عند إصداري البطاقة.

كُنت أُلام على ذلك وكأنني كنت ممثل الأحوال المدنيّة في حلي وترحالي.

كانَت الأسئلة "وش دخّل أمي أنا؟" وَ "ليش هذي تُعتبر مشكلتي؟" وَ"وشلون أثبت لك إنّي أنا؟" تطرح نفسها كلما قام شُرطي نقطة تفتيش في منتصف اللا-مكان بإخباري أنني لستُ أنا من دونِ إتباعه بحل عملي للمشكلة.

رُبَّما كان عدم وجودي هُنا لسبعة سنوات من أصل العشر سببا يُفسِّر عدم اقتناعي بضرورة أو جدوى تضييع الوقت بتجديدها.

بعد رجوعي مؤخرا رجوعا نهائيا for now وبقاء أقل من شهرين على انتهاء البطاقة وإخبار البنك إياي أنهم سيقومون بتجميد رصيدي (تكفى يالرصيد) في حال لم أحضر لهم صورة البطاقة الجديدة والعديد من المواقف الخائسة عزمتُ أمري وقمتُ بحجز موعد لتجديد بطاقة الهوية الوطنية.

كان منبع السُخرية في الموضوع أنني لم أكن حتى متأكدا من بقاء هويتي الوطنية, بمعنى ربما كانت السبعة سنوات التي قضيتها خارج البلاد سببا في تبخرها.

تمنيتُ ألا يكون شكّي في محلّه.


*****

*مدير كبير يزور القسم*

مدير كبير مسلما على شخص قبلي: السلام عليكم

مدير كبير مسلما علي: هيلو

أنا: هيلو هاو آر يو؟

مدير كبير مسلما على شخص بعدي: السلام عليكم

أنا: -_-

*****

هويتي الوطنية مشكوك في وجوديتها أصلا.

لنتناول المُعطيات.

لم أتعلّم البلوت إلا بعدَ تخرجي من الجامعة.

(العبارة السابقة مليئة بالمتناقضات)

لم تلمس شفتاي قضيب شيشة قَط.

أقوم بالكتابة في بلوق شخصي غير مُسيّس لدافع لا يعرفه أحد even my shrink

مِن حُسن الحظ أن ليس ثمّة اختبار يوجد لتجديد الهوية الوطنية.

قٌمت بالاستفسار عن قائمة الأشياء المطلوبة لتجديد البطاقة.

جمعتُ ما يريدون باستثناء شيء واحد.

يُريدون مني التصوير في استوديو للتصوير مُرتديا الزي التقليدي.

حسنا.

ارتديتُ الزيّ التقليدي وذهبتُ لاستوديو تصوير قريب من مبنى الأحوال المدنيّة.

أخبرتُ صديق الذي يعمل في الاستوديو أنني أريدُ التصوير عندهم.

طلب مني صديق الدخول لغرفة التصوير.

دخلتُ ونظرتُ للمرآة وشككتُ في هويتي مُجددا.

التقطتُ الصورة على طريقة السيلفي selfie




دخل صديق بينما كُنت أُصَوِّر وأخبرني أن ما كُنت أفعله ليس ما تُريده إدارة الأحوال المدنية وأنني يتوجب علي التقاط صورة ذات أبعاد مُحددة وخلفية بيضاء وطباعتها من أجل أن "هدا أهوال يبغى خلي صورة في ملف, بعدين انتا سوي صورة عسان بطاقة هناك" على حدّ تعبير صديق.

عدم معرفتي ذلك سبب آخر للتشكيك في هويتي الوطنية فصديق يعرفُ أكثر مني.

"حسنا يا صديق" أخبرته.

التقطَ صديق الصورة وطبعها لي ووضعها في مظروف فشكرته وانصرفت.


*****

*معركة مُكاسرة حامية بيني وأخي مع صديق باكستاني*

*نتفق على سعر*

*أطلّع بوكي عشان أدفع*

صديق: صديق انتا سعودي؟

أنا: يا ليل. أيوا سعودي.

صديق: لا يا صديق. أنا معلوم نفر عربي ما فيه كلّو سيم سيم. ممكن أنتا لبناني؟ مصري؟

أخي: هههههه لا هذا سعودي يا صديق. ليش انتا فكّر هوّا ما فيه سعودي؟

صديق: شوف هذا نفر أحمر يا شيخ.

أخي: ههههههه

صديق: ههههههه

أنا: -_-

*****

وصلتُ مبنى الأحوال المدنية مُبكرا بساعة عن الموعد.

سببٌ آخر للتشكيك في هويتي الوطنية.

دخلتُ ولم يكترثوا لتبكيري.

أعطوني فورما ملأتُ فراغاته بإجابات صحيحة.

قاموا بتخليص أموري باحترافية أبهرتني باستثناءٍ بسيط.

بعدما قام المُبصم بأخذ بصماتي أخرجَ صورة من درج مكتبه لمزة لا أعرفها وعرضها عليّ وقال غامزا لي: وشرايك؟

قُلتُ مُنلحسا: وشو وشرايي؟ من ذي؟

قال المُبصّم بلهجة حاسمة: أقول وشرااايك؟

قُلتُ مُحاولا تجاوز الموقف: مُزّة والله.

كتب المُبصّم شيئا على أوراقي وختمها وقال لي: خلاص روح استريح بينادونك تصوّر بعد شوي.

جلستُ على كراسي الانتظار وأنا مُنلحس وقلتُ لشخص كان يجلسُ بقربي: وش السالفة؟ من ذي اللي في الصورة؟

فقال لي: هذي منى أمرشا. هذا اختبار بيتأكدون أنت مواطن ولّا لا.

تنفست الصعداء لأنّ ما تبقى من هويتي الوطنية يشفع لي بتجديدها.

يبدو أنّ هويتي لم تُنتزع تماما.

تلاشت مقالقي.

ات ول بي أوولرايت.

هناك 6 تعليقات:

  1. يتبين من اثر هذه المواقف المتناثرة انك فرد ملحوس مثلك مثل بقية اندادك في الوطن.

    That said, great fucking job!

    ردحذف
  2. غير معرف1/25/2014 2:42 ص

    صديق انت يا سعودية سوي خربان انت اكتب عبارات suggestive
    أو انا خربان مخ لما اقرا عبارة الشيشة.

    ردحذف
  3. غير معرف6/25/2014 2:47 ص

    منى امرشا سيريسلي ��

    ردحذف