سنجوب يسلم عليكم ويقول سوّوا شير واتركوا تعليقات وكيذا يا عيال

Twitter: @SaadMotham

5/31/2013

الكعكة الآكووردية


كان الضفدع يقود سيارته في صُحبة الضفدع الآخر متجهين من محل الكعكات الآيسكريمية لبيت العصفور حيث تُقام حفلة عيد ميلاد الديناصور وقد كانت مهمة الضفدع والضفدع الآخر هي إحضار الكعكة الآيسكريمية لموقع الحفلة وكانَ الوضع في السيارة صامتا آكوورديا حيثُ لم يكن الضفدعان يعرفان بعضهما جيدا ولكن العصفور منظم الحفلة توقع أن كون الحيوانين ضفدعين يعني أنهما يتشاركان بعض الاهتمامات فأوكل إليهما المهمة وقد كان العصفور مخطئا في ذلك بحكم الصمت المُطبق الذي ساد لبضعة دقائق قبل أن يحاول الضفدع إزالته قائلا: تأكد بالله إن المكيّف يشتغل ومُوَجّه على الكيكة علشان ما تميع

فقال الضفدع الآخر: ابشر

وقامَ بتنفيذ الطلب بحذافيره رغم بساطته مُتفحصا فوهات التكييف بأمانة وموجها إياهن إلى الكعكة الآيسكريمية الماكثة في حضنه وربما كان الهدف من استجابته المُبالغ فيها لطلب الضفدع هو إشغال الحيز الوقتي الأقصى من اللحظات التي يمكن أن تتحول لآكوردية ببساطة في حال تأدية الضفدع الآخر أوامر الضفدع فورا ولكن الصمت الآكوردي كان سيد الموقف مُجددا في نهاية الأمر لبضعة دقائق أخرى لم يُقاطعها إلا قول الضفدع في مُحاولة مستميتة لإلغاء الصمت الآكووردي من الموقف: ياخي مدري وش الفكرة ورى أعياد الميلاد , يعني في النهاية عيد الميلاد هو احتفال باقتراب الشخص من الموت عاما آخر

 فاغتنم الضفدع الآخر الفرصة لفتح موضوع للنقاش رادّا: لا ياخي الفكرة هي أن الشخص يحتفل بعام آخر قضاه حيا وبالإنجازات التي حققها وفرصة للشخص للتبصر في حياته وكم مضى منها وكيف قضاها وكذا

فقال الضفدع الآخر وقد استراقه النقاش: والله وجهة نظرك مُثيرة للاهتمام ولكن أحس ان اليوم يُستغل كفرصة من قِبل أشخاص متعطشين للانتباه لامتصاص كل الانتباه اللي يستطيعون امتصاصه من الأشخاص في محيطهم ولا يُستخدم بالطريقة اللي ذكرتها

فقال الضفدع: والله شوف , أولا استغلال بضعة قليلة من الأشخاص لتقليد مُعين بطريقة خاطئة لا يُبرر معاقبة الجميع وإزالة التقليد من الوجود , ثانيا هل تعتبر يوم واحد في السنة كثير على أن الشخص ينال بعضا من اهتمام الجميع وبعض الهدايا؟

فقال الضفدع الآخر: ياخي لا تنظر للموضوع من وجهة نظر صاحب عيد الميلاد بل من وجهة نظر الأشخاص اللي مُطالبين اجتماعيا بالمُشاركة فاحسب متوسط عدد الأشخاص القريبين منك اجتماعيا لدرجة انك مُطالب بالمشاركة في أعياد ميلادهم يصفى عليك اقل شي عيدين ميلاد في الشهر وضيف عليهم هدايا , يعني منب خالصين أبد

فقال الضفدع: بس في النهاية بيصير عيد ميلادك والجميع بيرد لك الجميل والهدايا

فقال الضفدع الآخر: بالضبط! يعني في النهاية ما استفدنا شي!

فقال الضفدع: إلااستفدنا تقوية الروابط الاجتماعية والألفة والمحبة بين أفراد المجتمع 

وبينما كان الضفدع الآخر يهمّ بالرد على الضفدع قام الضفدع بضغط مكابح السيارة ليُوقفها مُعلنا: وصلنا

فاضطرا لقطع نقاشهما العقيم المُمل الذي لم يَكُن ليقدم أو يؤخر وقال الضفدع الآخر: الحمد لله عالسلامة , إن شاء الله ما تأخرنا

ونزل الضفدعان من السيارة متجهين لبيت العصفور وقد بدأ ضجيج الحفلة يصخب شيئا فشيئا وطرقا على الباب ليفتح العصفور مُرحبا: هلا بالضفادع والله , هلا بالكيكة هلا

وقامَ بأخذ الكعكة من الضفدعين المبتسمين ودخل الضفدع الآخر ليختلط ببقية الحيوانات الحاضرة للحفلة بينما بقي الضفدع واقفا بجانب العصفور يتجاذب أطراف الحديث وقال العصفور: هاه كيف الضفدع الآخر معك؟

فرد الضفدع: والله كان الوضع آكوورد شوي في البداية بس قمنا نسولف وصار الوضع أوكـــ… 

وقاطعه العصفور صارخا بعدما قام بفتح صندوق الكعكة: آآآآعععــعع الكيكة مايعة ياخي! وشلون كذا؟؟!!

وقال الضفدع شاهقا: يؤ! والله مدري ياخي ما طولنا لهالدرجة وبعدين كنا مشغلين المكيف طول الوقت…

وفور نُطق الضفدع لكلمة 'مُكيف' تذكر أنه والضفدع الآخر من أصحاب الدم البارد غير المميزين لدرجات الحرارة وأنهما نسيا التحقق هل كان المُكيف محطوطا على الإعداد البارد أم الحار في خضم نقاشهما الحامي الـمُمِل خالقين المناخ للحظة آكوورديّة مُحرجة لم تَكُن لتذهب بسهولة

5/26/2013

مفاهيم تجريديّة


كانت البقرة تمشي في الضواحي الريفية للمدينة متجهة لمؤتمر "احلب حليبك بنفسك" السنوي وعندما صعدت على تلة صغيرة ورأت الأفق الماثل خلف التلة فوجئت بقطيع من الخرفان الكثيرة يمشي بطريقة عمودية للطريق الذي تمشي فيه فاضطرت للتوقف والانتظار حتى يعبر القطيع بأكمله وبينما هي واقفة تنتظر اكتمال مراسم مرور الخرفان تنبّهت لدجاجة تقف بجانبها فقالت البقرة: مسّ الدجاجة بالخير. فردّت الدجاجةُ التحية وقالت البقرة للدجاجة: أنتي من وين؟ ووين رايحة؟

فأخبرت الدجاجة البقرة أنها من سُكّان إحدى المزارع المُجاورة وهي في طريقها لزيارة ابنة عمتها الدجاجة الأخرى في إحدى المزارع المجاورة الأخرى فقالت البقرة: ممتاز والله! صلة الرحم مهمة

واستطردت البقرة لتخبر الدجاجة ما لم تسأل عنه ولا يهمها: أنا والله رايحة لمؤتمر عن حَلب الذات وأهميتها في الحياة المُعاصرة بس أخاف أتأخر الحين من ذا الخرفان , يا كثرهم ما شاء الله

فهزت الدجاجة رأسها متفهمة موقف البقرة وقالت البقرة: وش تتوقعين عندهم ذا الخرفان؟

فعبرت الدجاجة عن عدم معرفتها للسبب خلف التنقل الجماعي للقطيع وقبل أن تنهي فكرتها سُمعَ صوت خروف من وسط القطيع يصرخ بصوت جهوري: هوه! يا عيال! ديوروا! نسيت جوالي يشحن عند البحيرة يوم وقفنا نشرب

فسادت لحظة صمت إثر توقف الخرفان عن الحركة ثم عاد صوت الخربشة بالتدريج إثر قيام الخرفان بالاستدارة الجماعية والعودة أدراجها في الاتجاه المُعاكس لاسترجاع جوّال الخروف فتنهدت البقرة وقالت: أوف! وشذا الخرفان الأغبياء!

وقامت الدجاجة بالنظر إلى ساعتها والتعبير عن استيائها إذ أنها إحدى الطيور التي لا تستطيع الطيران فقالت البقرة: اي والله

فتطلعت في وجهها الدجاجة بضعة لحظات ثم عبرت عن إستيائها مُجددا لظنها تسليك البقرة إياها وردّت البقرة: لا والله من جد , أنا حاسّة بحالك , لو تقدرين تطيرين ما كان تأخرتي

 فقامت الدجاجة بالاعتذار للبقرة إثر الموقف الآكووردي غير الضروري وإخبارها أنها متوترة بسبب تأخرها عن موعدها مع ابنة عمتها الدجاجة الأخرى وأتبعت البقرة قائلة: لا عادي كلنا متنرفزين من الوضع , مدري ليش دايما تصير لي الأشياء السيئة

فأخبرتها الدجاجة أن الأحداث السيئة لا تقع بالقدر الذي نتخيله وأننا لا نُلاحظ الأحداث الجيدة عندما تحدث لنا بينما نركز على الأحداث السيئة لأنها تعيق سير حياتنا وتخلق المناخ المناسب للتذمر ويا لنا من كائنات مُتذمرة وأردفت الدجاجة مُوضحةََ أنه من وجهة نظر إحصائية غير مُنحازة مُسبقا لما نعتبره نحنُ جيدا فإن إحتمالية حدوث الأحداث الجيدة والسيئة مُتساوية إلا أننا نجعل احتمالية الأحداث الجيدة أعلى باتخاذ الأسباب التي تزيد من احتمالية وقوعها واستطردت الدجاجة لتشارك البقرة رأيها أن المسألة تكون خارجة عن إرادتنا وفهمنا في بعض الأحيان فتقع عندها الأحداث السيئة ولا يجدر بنا عندها التحلطم لأن الكون ليس مدينا لنا بشيء ولأننا محظوظون لندرة الأحداث السيئة أساسا فهُناك دوما مُن هُو أتعس منّا بكثير فقالت البقرة: كلامك صحيح فعلا , حكيمة ما شاء الله يالدجاجة , صدق انك ما تقدرين تتكلمين ولكنك ذكية , أحس إني محظوظة اليوم اني أتكلم لغة الإشارة

وقامت الدجاجة بشكر البقرة على إطرائها بلغة الإشارة وبينما هِي تقوم بذلك كان آخر خروف من القطيع يمشي أمامهما وقالت البقرة: يالله خل نمشي بسرعة قبل ما يرجعون

ووافقتها الدجاجة باتخاذها خطوة سريعة في الاتجاه الذي يهمان باتخاذه وفجأة انتبهوا لابنة عمة الدجاجة الأخرى تقف في الجهة الأخرى من القطيع واستهلت الدجاجة لرؤية ابنة عمتها وركضت كل منهما باتجاه الأخرى وعانقتا بعضهما باكيتين وسألت الدجاجة الدجاجة الأخرى عن سبب قدومها فأخبرتها الدجاجة الأخرى أنها قَلِقَت لتأخرها وأنها أرادت أن تتحقق من سبب ذلك فسقطت دمعة من عين الدجاجة ونظرت إلى البقرة وأخبرتها أننا لسنا وحدنا عند وقوع الأحداث السيئة وأنّ هناك دوما من يذكرنا ويفكر فينا حتى ولو لم نَفطِن لوجودهم فبكت البقرة مع الدجاجة وودعتها وداعا حارا لتلحق ما يمكنها لحاقه من مؤتمرها ولم ينتبهوا لحقيقة أنّ هرموناتهما الأنثوية كانت سبب وداعهما الحار رغم أن لقائهما الأول كانَ قبل خمسة دقائق

5/13/2013

اجتماع تواصلي


لقد كانت الساعة تُشير إلى عزّ القائلة والضب جالسُُ في منتصف الصحراء ماسكا هاتفه الذكي ويتجولُ في جنباتِ الشبكة الرقمية عبر شبكة اتصال الجيل الرابع عندما استرعى انتباهه جارُهُ الجمل إذ قالَ له: هيه .. يالضب. فقال الضب باقتضاب وهو لا يزال يتطلعُ في شاشة هاتفه المحمول: لحظة. وسادت لحظة صمت أشبه ما تكون بلحظة تحميل جهاز محطة الألعاب التفت بعدها الضب إلى الجمل وقال: سَمْ. فقال الجمل: ياخي ما سويت لي فولو في الــتويتر , تراني مسوي لك فولو من شهر. فقال الضب: والله ما انتبهت بس ابشر , أول ما ادخل على تويتر بسوي لك فولو. فقال الجمل وكأنما لم يَرُق له ردّ الضب: ياخي قلت لك قبل اسبوعين نفس الكلام ورديت علي نفس الرد. فقال الضب مُترددا: ياخي تبي الصدق؟ فقال الجمل وقد اكتسحه مزيج من الفضول والخوف والترقب: ايه. فقال الضب: ياخي دخلت على بروفايلك وما عجبتني الأشياء اللي تكتبها , يعني تسوي ريتويت لكل تويتات الزرافة الحكيمة ولّا تكتب أشياء مثل صباحكم أشعةُ شمس على أفقِِ من التُراب ولّا حاط لي صورة صطل الموية اللي تشرب منه , نظامك نظام درباوية وأنا الصراحة تايملايني أرقى من كذا. فقال الجمل بدفاعية هجومية: تكفى!! مسوي لي ما أكتب إلا حِكَم وأنا الفيلسوف اللي محد فاهم الدنيا غيري وبس أسوي فيفورت لكلام انقليزي , أصلا أنا كنت بسوي لك أنفولو. فقال الضب مُحاولا التخفيف من حدّة الموقف: طيب. فأمسك الجمل جهازه اللوحي وأخذ يبرطم لنفسه: مسوي لي فيها أنا تايملايني الكويس وما أحب الزرافة الحكيمة , الشرهة على اللي سوّا لك فولو أساسا. ورفع الجمل صوته إذ وصل لصفحة الضب على تويتر: هاه , شوف , أنفولو كبر راسك الصغير. فقال الضب مُحاولا تبرير موقفه: ياخي أنا مقابلك هنا أربع وعشرين تبن وتبي نتابع بعض على تويتر ليش؟ ما تحس ردّة فعلك مُبالغ فيها؟ فلم يَرُد الجمل كاتما تضايقه من الضب ومرّت عدة دقائق يسودها الصمت الآكووردي وأخيرا قال الضب مُحاولا تجاوز 'أزمة تويتر': شفت اللنك اللي حطيته عالفيسبوك؟ فقال الجمل باقتضاب: أي لنك؟ فقال الضب: حطيت فيديو يوتيوب لضب وأرنب يطقطون على سَلَق ههههه. فقال الجمل: هههههه ايه شفته. فقال الضب باستغراب: طيب؟ فقال الجمل مُتسائلا: وشو؟ فقال الضب مُستنكرا: ما سويّت لي لايك؟ فقال الجمل مستفهما: هذا سؤال؟ فقال الضب طافشا: يا ليل , ليش ما سويت لي لايك؟ فقال الجمل مُصارحا: الصراحة الفيديو كويس بس ما أشوف إنه يستاهل لايك. فقال الضب مُستغربا موقف الجمل: ترى اللايك ببلاش ياخي. فلم يرد الجمل تاركا المكان بخطوات مُتهادية وقد رسم على وجهه ملامح تُوحي بأن النتيجة الآن ١-١ فغدى الضب يُكمل ما كان يفعل مُبحلقا في شاشة هاتفه ليرى رمزا صغيرا أعلى الشاشة يُشير إلى استقبال رسالة نصية فقام بفتحها ليَجِدَ المُرسل هُوَ الجمل وقد كتب: ياخي صرت أحس إني اجتماعي بعد الفيسبوك والتويتر الحمد لله. فضغط الضب على المربع المُخصص للرد كاتبا: حتى أنا والله , كانت حياتي طفش من قبل. ولم ينتبها أن إدمانهما لوسائل التواصل الإجتماعي يَقِفُ حائلا دون تحسن علاقتهما الاجتماعية التي يعتقدان بجودتها

5/05/2013

مُعطيات مُتغيّرة


كانت البطة جالسة على كرسي الانتظار في مطار مدينة الحيوانات عندما رجع رفيقُ دربها الخروف من دورة المياه وقال لها: مآآآء تدرين كم الساعة؟ فقالت البطة وهي تتطلع  إلى ساعتها: الساعة الحين ٦:١٧ مساءا. فقال الخروف: متأكدة موب صباحا؟ لأني دائخ. فقالت البطة: ايه , مكتوب مساءا والله. فجلس الخروف بجانب البطة وساد الصمت بضع لحظات وبعدها قالت البطة وهي لا تزالُ تتطلّعُ إلى ساعتها: اصبر , كواك , الساعة صارت ٦:١٨ مساءا. فقال الخروف: مآآآآء الذي يحدث؟ وبعدها سادَ الصمتُ دقيقة أخرى قالت بعدها البطة: يؤ! صارت الساعة ٦:١٩ مساءا , أتوقع الساعة خربانة لأن كل شوي يتغير الوقت. فقال الخروف: غريبة .. داخلها موية ولا شي؟ فقال البطة: والله جايز بس من وين ممكن جتها الموية؟ فقال الخروف: أنتي مو للحين ساكنة في البحيرة؟ فقالت البطة: كواك , إيه , ليش؟ فقال الخروف: مآآآء يمكن جتها الموية من هناك؟ فقالت البطة: إيه والله يمكن. فجلست البطة تندبُ حظها إذ أنها من سُكان البحيرة ولم تنتبه لحقيقة أن الانتظار يجعل الوقت يمشي للأمام

5/01/2013

عشوائية الحياة


كان الحمار الوحشي يمشي على رصيف المُشاة عندما تنبّه لصوت زرافة من خلفه تقول له: هلا والله بالحمار الوحشي وش الأخبار؟ من زمان عنّك يا رجال. فالتفت الحمار الوحشي وقال: هلا والله كيف الحال يا وتلعثم الحمار الوحشي ففهمت الزرافة أنه نَسِيَ اسمها فقالت محاولة تذكيره: نسيتني؟ كنا ماخذين كلاس سلوك الحيوانات الترم اللي راح مع الدكتور الضفدع. فقال الحمار الوحشي: والله سامحيني بس نسيت اسمس. فقالت الزارفة: ههههه لا عادي اسمي الزرافة. فقال الحمار الوحشي: تشرفنا يالزرافة. فقالت الزرافة: تتحداني أشيلك على ظهري؟ صرت أروح النادي مؤخرا وأحس إني قوية. فقال الحمار الوحشي: طيب. فامتطى الحمار الوحشي الزرافة وحملته حتى التقاطع الآخر وبعدها نزل الحمار الوحشي من على ظهرها فنظرت إليه الزرافة نظرة مغزاها "هاه وشرايك فيني؟" وهي تلهث فقال الحمار الوحشي بصوت خالِِ من أي تعابير: والله كويس بس مدري وش النقطة اللي تبين توصلينها بالضبط! فقالت الزرافة باستغراب: لا بس اني شلتك ما فيه نقطة. فقال الحمار الوحشي: اي بس ما فيه هدف محدد من قيامك بذلك. فقالت الزرافة وقد نفذَ صبرها من هذا الحمار: أقول كل تراب أصلا الشرهة على اللي شالتك وأنت أصلا ما تذكرني , أقول روح انقلع. فانقلع الحمار الوحشي وبينما هو يمشي في الشارع سمع صوت سيارة إسعاف قادمة من بعيد وازدادت حدة صوتها باقترابها حتى شطفته ومشت لتبتعد عنه في الاتجاه الآخر فعقد الحمار الوحشي حاجبيه وتمتمَ لنفسه: ياخي مدري وش النقطة اللي تبغى سيّارة الاسعاف توصلها الصراحة. فأكمل الحمار الوحشي مسيره حتى وصل عند تقاطع إشارة مرورية يُريد قطعها فانتظر أن تسمح له إشارة المُشاة بالمرور وقام بتفقّد الفيسبوك على هاتفه الخليوي وبعدها بدقيقة تنبّهَ أن الإشارة تسمح له بالمرور إذا أن بقرة سبقته بقطع الشارع فورَ تغيّر الإشارة وفجأة انتبه لسيارة مسرعة لمْ تَكُن لتقف عند الإشارة فتراجع بخطوة سريعة بينما لم تستطع البقرة التراجع فاصطدمت بها السيارة المسرعة في مشهدِِ مُروّع وتطايرت أشلاء البقرة وأضلاعها فقام الحمار الوحشي بالتطلع لأجزاء البقرة المُتناثرة والسيّارة المُحطمة ثمّ قال: بس ياخي ما فهمت النقطة اللي تبغى البقرة توصلها!! ولم ينتبه الحمار الوحشي لأنّ ليسَ كلَ شيِِ يحدثُ منْ أجلِ سبب واضح أو لتوصيل نقطة محددة وأن استنباط الدروس مُهمةُ الـمُتَلَقّي وليس مهمةَ الـمُلَقِّن وأن عشوائية الحياة نقطة في حد ذاتها.